قرارات تعسفية ضد الحرية الكنسية في أرمينيا
يريفان – في تطور قضائي أثار جدلاً واسعاً في الوسط الكنسي والقانوني، رفضت المحكمة في أرمينيا _ خلال جلسة عُقِدَت في 15 آب 2025، وبحضور كثيف من رجال الدين والمواطنين _ طلب فريق الدفاع (الكنيسة الأرمنية) والمكون من 5 محامين، بالإفراج عن رئيس أساقفة الكنيسة الرسولية الأرمنية، المطران ميكائيل أجاباهيان، ومددت احتجازه 10 أيام إضافية، رغم الطعون الكنسية والقانونية التي طالبت بالإفراج الفوري عنه.
كلمة أجاباهيان خلال الجلسة القضائية الأولى
نيافة المطران المعتقل وخلال كلمته أمام المحكمة، قال إنه لم يشعر يوماً بهذا القدر من الحرية خلال الأيام الـ 50 لاحتجازه، مضيفاً بالقول: “منذ أن دخلت المجال الكنسي، واجهتُ الإمبراطورية السوفييتية العظيمة، لكن الاتحاد السوفيتي لم يرتكب هذا الخطأ، ولم يصدر حكماً ضدي. لم تسجنني السلطات السوفييتية التي كنت دائم الانتقاد لها، ولم تسجنني سلطات حركة الاستقلال الوطنية التي كنت أنتقدها أيضاً، ولم يسجنني نظام كوتشاريان أو نظام سيرج سركسيان، اللذان كنت أنتقدهما دائماً. كان لا بد أن أصل إلى هذا البلد المضيء الثوري الديمقراطي، حتى أُسجن كمجرم“
قرارات المدعي العام
وبقرار من المحقق المختص وحتى من المدعي العام، لم تسمح المحكمة لكاثوليكوس عموم الأرمن، كاريكين الثاني، بزيارة رئيس الأساقفة، أجاباهيان في مركز احتجازه قبل المحاكمة، ووفقًا لمحامي رئيس الأساقفة، يريم سركيسيان: “لا أساس قانوني لرفض الزيارة”، مضيفاً بأن اللقاء مع الكاثوليكيوس بم يكن ليؤثر على سير التحقيقات.
ورفض المدعي العام طلب الدفاع بنقل القضية إلى مدينة غيومري، وطلب وقف الملاحقة الجنائية، إذ تم رفض الطلب جزئياً وتأجيل النظر في جزء آخر منه.
أحد محامي فريق الدفاع، قال إن ما أصدره القاضي ليس قراراً قضائياً بالمعنى القانوني، بل “إجراء مخالف للقانون”
استنكار إتشميادزين
قرار اعتقاله في بادئ الأمر، وقرار المحكمة الأخير بتمديد حجزه، أثار غضب الكرسي الأم المقدس في إتشميادزين، الذي أصدر بياناً حاد اللهجة، اعتبر فيه أن قرارات المحكمة بتمديد احتجاز أجاباهيان، والمحسن القومي، سامفيل كارابتيان، تمثّل “انتهاكاً جديداً للعدالة، وتؤكد مرة أخرى التبعية الكاملة للمحاكم، للسلطة السياسية الحاكمة”، مضيفاً أن هذه القرارات وشبيهاتها، تمنح القضاء “طابعاً عقابياً“، وتحوله إلى “أداة لقمع حرية التعبير وحرية الدين“، وشدد البيان على أن “أعمال القمع والإرهاب الإعلامي ضد الكنيسة ورجالها وأنصارها“، لن تستطيع إسكات صوت الضمير والعدالة.
خلفيات القضية وأسباب الاعتقال
في أواخر حزيران 2025، اقتحمت قوى الأمن الأرمينية مقر الكاثوليكوس (إتشميادزين)، واعتقلت رئيس أبرشية شيراك للكنيسة الأرمنية الرسولية، ميكائيل أجاباهيان، بتهمة إطلاق دعوات علنية للانقلاب على السلطة.
أما رجل الأعمال صاموئيل كارابتيان، رئيس مجموعة شركات “تاشير”، اعتُقِلَ أيضاً بتهمة الدعوة للانقلاب على السلطة، غير أن مصادر ترجح أن اعتقاله جاء على خلفية دعمه للكنيسة، والتي كان رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان”، قد انتقدها علناً، ووصفها بأوصاف نابية.
التحالف الدولي يقتل قياديًا من إرهابيي داعش بإدلب
ادلب، سوريا ─ تأكيداً على المُضِيِّ في مهمته الوحيدة، وهي تعقب إرهابيي داعش في سوريا والقض…