عشائر الرقة تنفي تسليم المدينة للحكومة السورية 

Source: ANHA

الرقة, شمال وشرق سوريا – وسط تزايد الشائعات حول تسويات محتملة بين الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا والحكومة السورية، خرج شيوخ ووجهاء من عشائر الرقة ليؤكدوا أن مستقبل مدينتهم لن يُحسم عبر صفقات خلف الأبواب المغلقة. ففي تصريحٍ خاص لوكالة “نورث برس“، نفى الشيخ محمد نور الذيب، شيخ عشيرة البريج وأحد أبرز وجهاء المنطقة، ما تم تداوله حول تسليم مدينة الرقة إلى دارمسوق (دمشق)، مشدداً على أن الاجتماعات الأخيرة مع التحالف الدولي اقتصرت على الجانب المدني والسياسي دون أي بعد عسكري. 

اللقاء، الذي عُقد الأحد الماضي، جمع وجهاء من الرقة والطبقة مع ممثلين عن التحالف الدولي، في غياب قوات سوريا الديمقراطية أو أي طرف عسكري آخر. وتركز النقاش، وفق الذيب، على مستقبل المفاوضات بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية الديمقراطية، وعلى كيفية ضمان مشاركة المجتمع المدني في أي تسوية سياسية مقبلة. 

وأوضح الشيخ الذيب أن الاجتماعات لم تقتصر على الوجهاء فقط، بل شملت هيئة استشارية موسعة من سبع شرائح اجتماعية، ضمّت رجال دين ومثقفين وشخصيات سياسية وحقوقية ونسوية، إضافة إلى ممثلين عن المجالس التشريعية والتنفيذية والقضائية. هذا التنوع، بحسب الذيب، يعكس رغبة أبناء الرقة في أن تكون كلمتهم حاضرة في أي مسار تفاوضي، بعيداً عن الإقصاء أو الانفراد بالقرار. 

وأكد المشاركون، بحسب الشيخ محمد نور الذيب، على مجموعة من الثوابت منها الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، رفض مشاريع التقسيم أو الانفصال، والتمسك باللامركزية الإدارية كحل وحيد لإنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد. وشدد المشاركون أيضاً على أن أي مفاوضات قادمة يجب أن تجري بضمانات ورعاية دولية من التحالف، بما يضمن التوازن وحماية مصالح سكان المنطقة. 

وفي ختام تصريحه، قال الشيخ الذيب: “كل ما يُنشر عن تسليم الرقة للحكومة السورية محض شائعات لا أساس لها. نحن ماضون في الحوار السياسي بدعم من التحالف، لكن دون أي اتفاق عسكري أو تسليم فعلي للمدينة”. 

هذا الموقف، الذي بدا متماسكاً في أوساط العشائر، يعكس قلقاً عميقاً من أن تتحول الرقة – المدينة التي دفعت ثمناً باهظاً في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي – إلى ورقة تفاوض في الصراع الأكبر بين دارمسوق (دمشق) والإدارة الذاتية الديمقراطية.