سمير جعجع.. نزع سلاح حزب الله مطلب شعبي بحت
معراب، بيروت ─ في ضوء التطورات المتسارعة في لبنان، وآخرها زيارة المبعوث الأمريكي لسوريا، توماس باراك، ونائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس للعاصمة اللبنانية بيروت، لتهنئة الحكومة اللبنانية على قرارها الراسخ بنزع سلاح ميليشيا حزب الله الإيرانية في لبنان، ولمناقشة الخطوات المقبلة لتطبيق القرار، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، خلال حديث خاص لقناة “العربية“، أن “القرار الذي اتخذته الحكومة لجهة نزع السلاح في جلستها الأخيرة، هو في الحقيقة إقرارٌ كبير وجديد، باعتبار أن سلطة الدولة في لبنان كانت منذ أربعين عامًا، مخطوفة ومقزّمة، ففي مرحلة أولى، طغت هيمنة نظام الأسد على الدولة اللبنانية، فيما المرحلة الثانية تمثلت بسيطرة “الحزب“ على الدولة اللبنانية“
ونوه جعجع إلى أن “أمام الدولة طريقاً قد يكون طويلًا، لكن في النهاية، الدولة ستعود بكامل قوامها إلى كنف الوطن. وحول مخاوف بعض اللبنانيين من تنفيذ قرار سحب السلاح، قال جعجع: “اليوم هناك تخويف لطائفة تُعتبر مكوّنًا أساسيًا من مكوّنات الحياة السياسية والديمقراطية والاجتماعية، وهنا أعني الطائفة الشيعية، وهذا خطأ كبير يقع فيه البعض، كما أنه كذبة كبرى تروّجها جماعة “الحزب“.
تصريح جعجع الأخير، يتطابق مع ما قاله باراك خلال مؤتمر صحفي بعد لقاء الرئيس اللبناني السرياني الماروني، جوزيف عون، حين قال إن “نزع سلاح حزب الله لمصلحة الشيعة، وليس ضدهم”
اقرأ أيضاً: توماس باراك: “نزع سلاح حزب الله لمصلحة الشيعة، وليس ضدهم”
وتابع جعجع بأن الشيعة المعارضون هم من أركان الدولة اللبنانية، التي بدأت تستعيدهم بعدما خطفهم الآخرون طوال السنوات الأخيرة، مشدداً بالقول: “إذاً، الطائفة الشيعية كانت مخطوفة من قبل الحزب (حزب الله)، وهو أداة بيد الحرس الثوري الإيراني“
وحول ورقة المطالب الأمريكية، أوضح جعجع أن تلك الورقة هي ورقة “مطالب”، وليست ورقة “أوامر”، قائلاً إن الأمريكيين “يحاولون ترتيب شرق أوسط جديد، وإطفاء الحروب والتوترات القائمة.. وقد قالوا منذ البداية: إذا كنتم لا تريدون، فأنتم أحرار. ولكن ما هو المطلب الأساس؟ المطلب ليس نزع سلاح “الحزب“ فورًا فقط، بل إعادة القرار الاستراتيجي العسكري والأمني إلى الدولة، وهذا مطلب لبناني بالدرجة الأولى“
وفي ظل تعنت حزب الله عن الموافقة على قرار الحكومة اللبنانية، قال جعجع إن الحزب “أمام حتميات جديدة لم يشهدها منذ تأسيسه في الثمانينيات، فالجغرافيا التي كانت تمثل له امتدادًا – أي سوريا – لم تعد متاحة كما كانت. القوة العسكرية ما زالت موجودة رغم الضربات الإسرائيلية، لكن الحلفاء الذين كان يعتمد عليهم في السابق تفرّقوا”، ولفت جعجع إلى أن “القرار ليس بيد الحزب، بل بيد إيران، التي تحاول الآن إعادة تجميع أوراقها من اليمن مرورًا بالحشد الشعبي في العراق وصولًا إلى لبنان. ولحسن الحظ لم تعد قادرة على فعل ذلك في سوريا، لأن الأخيرة أصبحت في مكان مختلف تمامًا. “الحزب“ يعتمد كليًا على إيران، فإذا قالت له “سلّم، يسلّم، وإذا قالت لا، لا يفعل“
ودعا جعجع لإجراء استطلاع رأي للشعب اللبناني من قبل جهة مستقلة، وغير تابعة للمحور الإيراني حول قضية سلاح “الحزب“، لتبيان حقيقة أن 70% من اللبنانيين يريدون نزح سلاح “الحزب، فبالتالي هذا مطلب لبناني 100%، مشيراً إلى أن وقف تقديم الخدمات لحزب الله من قبل الدولة اللبنانية، كفيل بتقليص حجمه بشكل كبير.
مساحة صغيرة تنبت الفرح في قلوب الأطفال
حدشيت – وسط تصفيق الأهالي وابتسامات الأطفال الذين طالما حلموا بمساحة آمنة للّعب والركض، و…