‫‫‫‏‫22 ساعة مضت‬

في جبال كسروان السريانية: تمثال عملاق جديد للسيدة العذراء يطلّ من أعالي حياطة

كسروان، لبنان – وسط أجواء من الرمزية الدينية والروحانية، وضعت رعية مار مارون السريانية المارونية في بلدة حياطة – كسروان، بالتعاون مع قيادة الجيش اللبناني، تمثالًا جديدًا عملاقًا للسيدة العذراء “والدة الإله – سيدة الصخور” على صخرة شاهقة في قلب جبال البلدة.

العملية لم تكن عادية، إذ احتاج التمثال إلى طوافة عسكرية لنقله من موقع التجميع إلى قمّة الجبل، حيث تولّت المروحية، بمؤازرة عناصر الدفاع المدني، إنزال التمثال ووضعه بدقّة في مكانه المخصّص.

المشهد أثار دهشة الحاضرين الذين تابعوا من سفوح البلدة حركة المروحية، وهي تحمل التمثال الأبيض الضخم، قبل أن يستقر أخيرًا على القمة، وكأنّه يطلّ على المنطقة برمّتها.


 


بالنسبة لأبناء كسروان السريان الموارنة، يشكّل هذا التمثال الجديد إضافة إلى سلسلة الرموز الدينية التي تزيّن جبالهم وسواحلهم، وأبرزها تمثال سيدة لبنان في حريصا، الذي تحوّل منذ عقود إلى معلم ديني وسياحي يجتذب الزوّار من لبنان والخارج، غير أنّ تمثال “سيدة الصخور” يختلف في رمزيته، إذ أقيم في منطقة وعرة وأقل شهرة، ما يجعله أقرب إلى حجّ محلي، وتعبير عن الإيمان الشعبي.

في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، قد يُقرأ هذا الحدث كرسالة صمود وروحانية. فبينما ينشغل كثيرون بمخاوف المعيشة اليومية، يصرّ آخرون على إبراز الهوية الروحية التي شكّلت على الدوام ركنًا أساسيًا في حياة اللبنانيين.

التمثال الجديد، الذي بات يطلّ من أعالي كسروان، قد لا يغيّر من واقع الأزمة شيئًا، لكنّه يضيف مشهدًا آخر من مشاهد لبنان الفريدة: بلد صغير يتأرجح بين المعاناة اليومية والبحث الدائم عن رموز تمنح الأمل والطمأنينة.

‫شاهد أيضًا‬

مساحة صغيرة تنبت الفرح في قلوب الأطفال

حدشيت –  وسط تصفيق الأهالي وابتسامات الأطفال الذين طالما حلموا بمساحة آمنة للّعب والركض، و…