الجبهة المسيحية: “بكركي خط أحمر… ومن يهاجم البطريرك يعلن حرباً على الكيان اللبناني”
بيروت – في بيان تصعيدي يعكس حدة الانقسام السياسي والطائفي في لبنان، استنكرت “الجبهة المسيحية” الحملة الإعلامية التي استهدفت البطريرك السرياني الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، معتبرة أنّ أي تطاول على بكركي هو بمثابة “إعلان حرب على هوية لبنان وكيانه”.
وجاء موقف الجبهة بعد تصريحات إعلامي في قناة المنار التابعة لمليشيا حزب الله المصنفة إرهابيا، سهيل دياب، الذي وجّه انتقادات حادّة إلى البطريرك الراعي مستخدماً عبارات غير مسبوقة. فقد قال دياب مخاطباً الراعي:
“حتى أنت يا حاخام الأكبر؟ عدت بعد صمت القبور لسيرتك السيئة في إطلاق شرك وخبثك وحقدك على المقاومة التي حمت بلدك وصانته من العار الذي ارتضيتموه بعدما ارتميتم في أحضان العدو وتجندتم في صفوف عملائه وبررتم خيانة الوطن بادعاء الحماية الكاذبة. هذه المقاومة يا صاحب الغصّة ستبقى تخنق كل عميل ولو استتر بلبوس دين مزيف. هذه المقاومة بقاؤها من بقاء لبنان ولو اجتمع كل طغاة الأرض يا صاحب الغصّة….”
البيان شدد على أنّ بكركي، التي تحمل رمزياً لقب “مجد لبنان”، تبقى صخرة وطنية لا يمكن المساس بها. واعتبرت الجبهة أنّ الموقف الأخير للبطريرك الراعي – الذي أكد فيه أنّ الجيش اللبناني هو الجهة الشرعية الوحيدة المسؤولة عن الأمن، ورفض التدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية – يعكس “إرادة وطنية صادقة” تسعى لحماية السلم الأهلي بعيداً عن مشاريع الحرب والفتنة.
في لهجة لا تخلو من المواجهة، رأت الجبهة أنّ الهجوم على الراعي ليس حدثاً معزولاً، بل “نهج منظّم من دويلة السلاح وأبواقها”، هدفه إخضاع اللبنانيين وتدجين مؤسسات الدولة والمرجعيات الروحية لصالح مشروع خارجي “لا يمت إلى هوية لبنان بصلة”.
البيان دعا القوى السيادية و”المسيحيين الأحرار” إلى التحرك الميداني والمدني دفاعاً عن البطريرك وبكركي، محمّلاً الدولة اللبنانية ورئيسها وحكومتها مسؤولية مواجهة “خطاب التحريض الذي يهدد السلم الأهلي ويضرب ركائز العيش المشترك”.
في صلب هذا السجال يبرز الشرخ اللبناني العميق بين من يرى في سلاح “حزب الله” ضمانة في وجه إسرائيل، ومن يعتبره عائقاً أمام قيام دولة سيّدة مستقلة. وبكركي، تاريخياً، لطالما شكّلت منبراً للمطالبة بسيادة الدولة وحصر السلاح في يد مؤسساتها الشرعية، وهو ما يعيد الراعي تأكيده في ظل أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة يعيشها لبنان.
الجبهة أنهت بيانها برسالة تحدٍ واضحة:
“لبنان لن يُحكم بفتاوى السلاح ولا بشتائم الأبواق. لبنان وطن سيادة وحرية، وبكركي ستبقى صخرة الحق التي تتحطم عليها أوهام الدويلة وأبواقها. المجد للبطريرك، المجد لبكركي، المجد للبنان الحرّ السيّد المستقل.”
بين الجبال والبحر: اللاذقية بعد سقوط الأسد وموجة العنف الطائفي
اللاذقية، سوريا (سيرياك برس) — في أمسية مضطربة على كورنيش البحر الأبيض المتوسط، تتداخل أصد…