‫‫‫‏‫3 أيام مضت‬

أكثر من 50 عائلة مندائية تغادر العراق خلال خمسة أشهر وسط تصاعد التهديدات

بيث نهرين — كشف غانم هاشم، رئيس مجلس شيوخ الصابئة المندائيين، أن ما بين 50 إلى 60 عائلة مندائية قد غادرت العراق خلال الأشهر الخمسة الماضية، في استمرار لموجة الهجرة التي لم تتوقف منذ عام 2005. وقد شكّل الغزو الأمريكي للعراق في آذار 2003، الذي أطاح بنظام صدام حسين، بداية الانهيار السريع في الوضع الأمني بالبلاد، مما أدى إلى نزوح جماعي للطائفة الدينية العريقة. 

وأوضح هاشم في حديثه “لرووداو” أن العائلات المغادرة لوطنها تنحدر من عدة محافظات، من بينها البصرة وميسان وبغداد وكركوك. وأرجع أسباب هجرتهم بالدرجة الأولى إلى الضائقة الاقتصادية وانعدام فرص العمل. فعلى مدى قرون، اشتهر المندائيون بمهارتهم في صياغة الذهب وتجارة المعادن النفيسة، وهي الحرفة التي طالما شكلت مصدر عيشهم. 

وبحسب ما ذكرت الصحفية نورا عدن فارس في مجلة “نيو لاينز“، فإن عدد المندائيين المتبقين في العالم اليوم لا يتجاوز نحو 100 ألف نسمة. وكانوا يتركزون في السابق بشكل رئيسي في العراق، لكنهم تكبدوا خسائر فادحة بعد غزو 2003، حين انتشرت عمليات الخطف مقابل الفدية وتصاعدت أعمال العنف. وقالت: “أكثر من 200 مندائي قُتلوا في السنوات التي أعقبت الغزو الأمريكي”. 

وقد أجبر الاضطهاد الممنهج حوالي 70 ألفاً من أصل 100 ألف مندائي على مغادرة العراق. واليوم، لم يتبق سوى نحو 5 آلاف مندائي في البلاد، يعيشون في ظروف صعبة وغالباً ما يُجبرون على ممارسة شعائرهم الدينية بسرية بسبب التهديدات والترهيب. 

أما في بلاد المهجر، فقد أصبح مندائيو بيث نهرين (بلاد ما بين النهرين) أكثر ابتعاداً عن تقاليدهم الثقافية والروحية. إذ أضعفت حالة التهجير ارتباطهم بالأرض والأنهار التي كانت تشكل جوهر حياتهم، مما يثير القلق بشأن بقاء هذه الطائفة في المستقبل. 

ويتبع المندائيون مبادئ غنوصية قديمة تقوم على ثنائية الخير والشر، النور والظلام، الروح والمادة، ويعتبرون يوحنا المعمدان نبيهم الأهم. كما تحتل المياه الجارية مكانة مركزية في طقوسهم، إذ لا يقدس شعائرهم ويطهر المؤمنين سوى الأنهار. أما كتابهم المقدس، “كنزا ربا” (“الكنز العظيم”)، فهو مكتوب بلهجة آرامية شرقية، مما يعكس خصوصية الطائفة الثقافية واللغوية. وقد عُرفوا تاريخياً باسم “الصابئة”، إلا أن المندائيين اليوم يواجهون مستقبلاً غامضاً مع تقلص أعدادهم وتعرض تقاليدهم لخطر الاندثار. 

‫شاهد أيضًا‬

الإيزيديون يرفضون قرار الحكومة العراقية: “النازح لا يُلغى بقرار سياسي”

بغداد – فجّر قرار وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، بعدم احتساب الإيزيديين الذين ما زالوا ف…