‫‫‫‏‫4 أيام مضت‬

السويداء… مدينة محاصرة بين الموت والدواء المفقود

السويداء، سوريا – منذ الثالث عشر من تموز الماضي تعيش محافظة السويداء في عزلة تامة عن بقية سوريا، بعدما أُغلقت الطرق المؤدية إليها واندلعت مواجهات دامية بين فصائل محلية ومسلحين، سرعان ما تفاقمت إلى حصار خانق دفع السكان إلى حافة الكارثة الإنسانية. 

جرح مفتوح بلا دواء 

تقول السيدة سلمى عبيد، ثمانينية من أبناء المدينة، في تسجيل تداولته وسائل التواصل: 

أريد أن أصبر على الأقل حتى يفتحوا الطريق أريد أن ادفن بكرامة”. 

وتروي عبيد أنها ترددت في أخذ آخر عبوة دواء من السوق، مفضّلة أن تبقى متاحة لشاب أو أم شابة بحاجة إليها أكثر منها. لكنها في النهاية اضطرت إلى أخذ ظرف واحد فقط يكفي لعشرة أيام، على أمل أن يُفتح الطريق أو تتوافر الأدوية من جديد. 

صرختها لامست جرح المدينة التي استُنزفت مستشفياتها من المستلزمات الأساسية، فيما الأطباء يكافحون لإنقاذ الجرحى وسط عجز كامل عن توفير العلاج. 

موت بسبب الأنسولين 

المأساة لم تتوقف عند نقص الأدوية المزمنة، فقد أعلن اليونيسف وفاة المتطوعة الإنسانية خزامى الأحمد نتيجة فقدان الأنسولين في المحافظة. الأحمد التي كرّست حياتها لمساعدة الأطفال، رحلت ضحية العجز الطبي ذاته الذي يفتك بعشرات المرضى يومياً. المنظمة الأممية شددت في بيانها على ضرورة اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين، وخاصة الأطفال، في ظل تفاقم الأوضاع. 

حصار خانق ومعابر مغلقة 

المعارك التي اندلعت في منتصف يوليو خلّفت مئات القتلى وأكثر من مئة ألف نازح وفق منظمات دولية، فيما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن السويداء على شفا “انهيار إنساني تام” بسبب انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، وعدم وجود ممرات آمنة لإدخال المساعدات أو حتى إخراج جثث القتلى. 

ورغم فتح طريق إزرع بصرى الحرير– السويداء لنقل المساعدات الإنسانية، إلا أن الإمدادات شحيحة وغير كافية، بينما تتكدس الصرخات على أبواب المستشفيات التي تعمل بلا كهرباء أو وقود. 

‫شاهد أيضًا‬

كشافة الجمعية الثقافية السريانية في رحلة استكشافية تجمع بين التعلم والمرح

زالين (القامشلي)، شمال شرق سوريا – نظّمت الجمعية الثقافية السريانية في سوريا، رحلة كشفية م…