‫‫‫‏‫8 ساعات مضت‬

جدل في دمشق بعد إنشاد ديني إسلامي في كنيسة حنانيا للروم الأرثوذكس

دارمسوق (دمشق) – جاء المسيح مبشراً بمحمد، والرسل يجمعهم هدىً وإيخاء، بهذا الإنشاد الديني ظهر وزير الثقافة السوري، محمد الصالح، والمنشد الديني الإسلامي، المعتصم بالله العسلي، في مقطع مصور خلال زيارتهم إلى أقدم كنائس العاصمة دارمسوق (دمشق كنيسة حنانيا الرسول للروم الأرثوذكس. الإنشاد الديني الذي وصف السيد المسيح بـ “المخلوق“، لا يمت للعقيدة المسيحية بصلة، ويتنافى مع العقيدة المسيحية والنص الإنجيلي من إنجيل يوحنا: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ



الجدل لم يتوقف عند مضمون الإنشاد، بل امتد إلى تصريحات سابقة لوزير الثقافة، وصف بها اللغة السريانية بأنها “لهجة من اللهجات العربية القديمة”، وهو ما أثار حينها أيضاً موجة من الانتقادات في الأوساط الثقافية والدينية. 

اقرأ أيضاً: وزير الثقافة الانتقالي في سوريا يثير الجدل بتصريحاته حول اللغة السريانية: “… اللغة السريانية إحدى لهجات العربية” 

وبينما لم تصدر تعليقات رسمية حتى الآن، أو حتى تعليق من بطريركية الروم الأرثوذكس _ سواءً عبر صفحاتها الرسمية، أو تصريحات من مسؤوليها _ يرى مراقبون أن تكرار مثل هذه التصريحات والظهور الإعلامي لوزير الثقافة المثير للجدل، قد يضع وزارة الثقافة في مواجهة مفتوحة مع المؤسسات الدينية والمجتمعية، خصوصاً في مدينة مثل دارمسوق (دمشق التي تختزن في أحيائها القديمة تاريخاً روحياً مشتركاً بين الديانات. 

ويرى محللون أن زيارة الوزير _ فقط بقصد الزيارة _ كانت لتعطي صورةً عن التعايش المشترك واهتمام الحكومة السورية بتلك القيم، واحترام وجود الديانات الأخرى في الجغرافية السورية، ورسالة طمأنةٍ لكنيسة الروم الأرثوذكس، خاصةً بعد تفجير كنيسة مار الياس بحي الدويلعة بالعاصمة دارمسوق (دمشق)، غير أن اصطحاب منشدٍ “إسلامي” وتلاوةَ أناشيد إسلاميةٍ في الكنيسة، أعطى صورة معاكسةً تماماً، ونمَّ عن عدم احترام لقدسية المكان وخصوصيته، بل وتعدياً ومحاولةً لفرض أفكار وعقيدة الوزير الشخصية. 

وما يزيد من حساسية الموقف، هو أن كنيسة حنانيا الرسول، هي إحدى أقدم الكنائس الباقية في دارمسوق (دمشق)، وتستقطب الزوار والحجاج من مختلف أنحاء العالم، لارتباطها الوثيق بأحد أهم التحولات في التاريخ المسيحي، إذ أن حنانيا هو من حول شاول الطرسوسي _ أحد أكثر المضطهدين قسوةً للديانة المسيحية _ إلى بولس الرسول، الذي نشر تعاليم السيد المسيح في العالم الروماني، وكتب العديد من الرسائل التي تُعتبر جزءاً من العهد الجديد، كما أن رسائلَه تُعتبر ركناً أساسياً من القداس الإلهي في عدة كنائس، ومنها السريانية الأرثوذكسية. 

‫شاهد أيضًا‬

عرض الفيلم الوثائقي الفرنسي “العودة إلى بابل” في سيدني الذي يستكشف الهوية والتراث الأشوري-الكلداني

سيدني — سيُعرض الفيلم الوثائقي الفرنسي “العودة إلى بابل” للجمهور الأسترالي في …