إصدار الترجمة الإنجليزية الجديدة لكتاب “السريان في القامشلي” للباحث أوكين بولس منوفر برصوم في الولايات المتحدة

الولايات المتحدة – صدرت حديثاً الترجمة الإنجليزية لكتاب الباحث السرياني (الكلداني-الآشوري-الآرامي) أوكين بولس منوفر برصوم، بعنوان “السريان في القامشلي: بين الماضي العريق والحاضر المجيد“. وقد تولى الترجمة السرياني–الأمريكي أندرو شليمون، فيما نُشر العمل بشكل مستقل.

يوثق الكتاب رحلة السريان بعد المجازر التي ارتكبها العثمانيون وحلفاؤهم من بعض المجموعات الكردية خلال الحرب العالمية الأولى، وكيف لجؤوا إلى ما يُعرف اليوم بسوريا، حيث أسسوا مدينة بيث زالين (القامشلي) منذ عشرينيات القرن الماضي.

صدر الكتاب في نسخته الأصلية باللغة العربية عام 1982، ويُعدّ مرجعاً تاريخياً وشهادة حيّة على صمود الشعب السرياني. ويوثّق المؤلف كيف نجحت الجماعة السريانية في تحويل بيث زالين (القامشلي) إلى مركز ثقافي واجتماعي نابض بالحياة، كان له دور محوري في صياغة هوية المدينة على امتداد عقود، ومن خلال سرد تفصيلي، يبرز الكتاب مثابرة السريان، وغناهم الثقافي، وتمسّكهم العميق بالحفاظ على تراثهم وهويتهم.

وُلد أوكين بولس منوفر برصوم عام 1930 في بيث زالين (القامشلي)، حيث عاش سنواته الأولى في تلك المرحلة التأسيسية قبل أن يقضي معظم حياته لاحقاً في المهجر. في شبابه، كرّس جهوده لتدريس اللغة السريانية وأسهم في النهضة الثقافية والقومية التي شهدتها ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وكان ضمن جيل من الرواد الذين عملوا جنباً إلى جنب مع شخصيات بارزة، مثل عبد مشيحو قره باشي، يوحانون قاشيشو، جورج ماعيلو، كبرئيل أسعد، شكري جرموكلي، حنا سلمان، وحنا موري. وقد شكّل هؤلاء القادة حركة فكرية وثقافية واسعة، أسست مدارس، وروّجت لتعليم اللغة السريانية، وألّفت الموسيقى ونشرتها، كما دعمت المسرح والأدب العلماني، وشجّعت على الانخراط في الأنشطة الرياضية.

يبقى كتاب أوكين بولس منوفر برصوم، إسهاماً لا يُقدَّر بثمن في صون التاريخ السرياني، إذ يقدّم للقارئ توثيقاً معمقاً لنضالات هذه الجماعة وإنجازاتها وإرثها المتواصل في صياغة المشهد الثقافي لبيث زالين (القامشلي)، وتفتح ترجمته إلى الإنجليزية آفاقاً أوسع لوصول هذا التراث إلى جمهور عالمي جديد، لتربط الأجيال الصاعدة في مختلف أنحاء العالم، بجذورهم السريانية العريقة.