البطريرك الراعي يشبّه المنصب العام بإيمان المرأة الكنعانية: ثبات وصمود في خدمة الوطن

الديمان، لبنان — شدّد البطريرك السرياني الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على أن كل منصب سياسي أو مسؤولية عامة في لبنان يجب أن تقترن بقيم راسخة وثابتة لا تتبدل. وأكد أن المسؤول، سواء كان سياسياً أو موظفاً عاماً، مدعوّ إلى التمسك بإيمان عميق بالدولة ومواطنيها وعدم الاستسلام أمام التحديات. وفي هذا السياق، شبّه الراعي المنصب السياسي بإيمان المرأة الكنعانية الصلب الذي لم يتزعزع، معتبراً أن الالتزام بخدمة .الدولة والناس يجب أن يكون ثابتا لا يتراجع 

في عظته الأحدية من مقر إقامته في منطقة الديمان، الراعي المسؤولين بالمرأة الكنعانية (متى 15:21-28), وإيمانها الحقيقي بيسوع المسيح.  وأوضح أن ما تحتاجه الدولة اللبنانية التي تآكلت أسسها بشكل خطير خلال العقود الأخيرة، هو ترجمة هذا الإيمان الحقيقي إلى صدق في الأداء، وإصلاح جاد، وتمسك بالوحدة الوطنية، وعمل .متجرد من أجل الصالح العام لا المصالح الضيقة 

وأكد الراعي أن المسؤوليات العامة في لبنان تحمل في طياتها واجباً عظيماً يتمثل في خدمة الشعب وتجاوز الأنانية والمصالح الفردية. واعتبر أن خلاص الأمة من أزماتها الراهنة لن يتحقق إلا عبر التمسك بالإيمان والأمل وبناء مشروع وطني جامع يلتف حوله اللبنانيون جميعاً، بعيداً عن .الانقسامات القاتلة والحسابات الفئوية 

وقال الراعي في عظته “الأمة لا تُبنى على الصراعات، بل على الثقة؛ لا ترتفع على الوعود، بل على الأفعال؛ لا تعيش على الشعارات، بل على العدالة والصلاح… ونحن أيضاً مدعوون لتجاوز حدود انقساماتنا ومخاوفنا، ورفع أصواتنا ضد كل من يهدد وجودنا وكياننا ورسالتنا.” 

وقد شدّد الراعي على أن الإيمان الحقيقي ليس مجرد شعور أو كلمات، بل هو إيمان حيّ يتجسّد في الصمود والثبات، وصون الكرامة الوطنية، والدفاع عن سيادة لبنان على كامل ترابه وحريته. كما دعا إلى اعتماد سياسات اقتصادية واجتماعية تحمي المواطنين من الهجرة القسرية وتمنع التفريط بأراضيهم .مؤكداً أن مسؤولية الحفاظ على الوطن تقع على عاتق جميع أبنائه.