اندماج عشرات الفصائل الدرزية تحت مظلة “الحرس الوطني” وسط فراغ أمني ومخاوف من الفوضى
السويداء، سوريا ─ أعلنت مجموعة واسعة من الفصائل المحلية في محافظة السويداء يوم السبت، توحدها تحت مظلة عسكرية واحدة حملت اسم “الحرس الوطني“، في محاولة لملء الفراغ الأمني وضبط السلاح المنتشر في المنطقة.
وجاء الإعلان عبر بيان نُشر على صفحة الحرس الوطني (المكتب الإعلامي)، وأكد أن الهدف هو “تشكيل قوة منظمة وصلبة تتولى حماية وسلامة البلاد والعباد“، مع الالتزام بما وصفته “المرجعية الروحية العليا” المتمثلة بالشيخ، حكمت الهجري، الذي اعتُبر الممثل الشرعي للطائفة الدرزية في الجبل.
طوال الفترة الماضية، عانت السويداء من عدة اعتداءات، سواء من الأمن العام التابع للحكومة السورية الجديدة تارة، ومن مسلحين محليين من العشائر البدوية طوراً آخر، ما فتح الباب أمام ارتكاب العديد من المجازر ذات الطابع الطائفي والعنصري، في خضم الفوضى والانفلات الأمني. لكن، ومع انهيار الهدنة مع الحكومة الجديدة والعشائر، وانسحاب قواتهم من المحافظة، برزت الحاجة إلى كيان موحد قادر على فرض الانضباط، بحسب ما يراه قادة الفصائل.
اقرأ أيضاً: رائحة الموت تخنق القرى من طرطوس الى السويداء روان سلوم، وسلامة الجابر، وألم يدمي القلوب
بيان “الحرس الوطني” أوضح أن المهام الرئيسية للتشكيل، ستتمحور حول حماية الجبل والدفاع عن “الهوية المعروفية التوحيدية“، إلى جانب مهام أمنية عملية، تشمل ضبط الأمن الداخلي في المدن والبلدات، ومنع الفلتان الأمني والجرائم المنظمة، وحماية الحدود الشرقية مع البادية، لمنع تسلل المجموعات المتطرفة وعمليات التهريب.
كما شدد البيان على أن التشكيل سيكون “المؤسسة العسكرية الرسمية الممثلة للطائفة“، مع ترك الباب مفتوحاً أمام التعاون مع القوات “الرديفة“، في إشارة مبطنة إلى إمكانية التنسيق مع أطراف إقليمية أو دولية في حال تطلب الوضع الأمني ذلك.
الاندماج شمل عشرات الفصائل المحلية التي عُرفت على نطاق واسع داخل المحافظة، مثل: قوات شيخ الكرامة، قوات نسر الجبل، نشامى الجبل، سرايا الجبل، قوات مكافحة الإرهاب، قوات درع اللجاة، جيش الموحدون، وحدات الحماية الدرزية، وغيرها من التشكيلات التي لطالما خاضت معارك متفرقة ضد عصابات مسلحة أو هجمات لإرهابيي داعش.
يرى مراقبون، أن هذا التوحيد يحمل بعداً سياسياً يتجاوز الشأن الأمني المباشر. فالإجماع على مرجعية الشيخ حكمت الهجري، يعكس محاولة لتثبيت زعامة روحية – سياسية في آن واحد، بما يضمن أن يبقى القرار العسكري في السويداء، متناسقاً مع البنية الاجتماعية التقليدية للطائفة الدرزية.
لكن آخرين يحذرون من أن عسكرة الطائفة ضمن تشكيل واحد، قد تضعها في مواجهة مباشرة مع الحكومة المركزية في دارمسوق (دمشق)، أو مع القوى الأخرى الفاعلة في الجنوب السوري، إذا ما قررت هذه الأطراف النظر إلى “الحرس الوطني” كتهديد أو جيش موازٍ.
رغم الحفاوة التي لاقاها الإعلان بين مؤيدي التوحيد العسكري، يبقى السؤال الأبرز: هل يستطيع “الحرس الوطني” التحول إلى مؤسسة منظمة قابلة للاندماج مستقبلاً في أي هيكل أمني لدولة سورية جديدة، أم أنه سيبقى محصوراً في إطار فصائلي – طائفي محدود؟
الإجابة، وفق محللين، ستعتمد على مدى قدرة الحرس على فرض الانضباط الداخلي، وضبط السلاح غير الشرعي، والتعاون مع المجتمع المحلي دون الانزلاق إلى صدامات داخلية أو إقليمية.
باراك وأورتاغوس في إسرائيل لبحث الترتيبات الأمنية مع لبنان وسوريا
القدس – وصل المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا توم باراك، والمبعوثة الرئاسية الخاصة …