زيارة مجلس المرأة السوريتو لكنيسة مار آحو تؤكد على دور المرأة في بناء المجتمع والحفاظ على الهوية

زالين (القامشلي)، شمال وشرق سوريا – ضمن فعاليات مؤتمر المرأة السوريتو، الهادف إلى تعزيز مكانة المرأة السريانية (الكلدانية-الآشورية-الآرامية) في المجتمع، قام وفد من المشاركات بزيارة إلى كنيسة مار أَحو في قرية دمخية بريف زالين (القامشلي) بإقليم شمال شرق سوريا، حيث استقبلهن الأب الكاهن حبيب عيسى، راعي كنيسة مار آحو بترحيب حار، مشيداً بالجهود المبذولة في تنظيم المؤتمر، ومؤكداً على أهمية الحوار حول دور المرأة السريانية (الكلدانية-الآشورية-الآرامية) في الأسرة والدين والمجتمع. 

اللقاء الذي اتسم بأجواء من الحوار البنّاء، ركّز على التحديات التي تواجه النساء في نيل حقوقهن وتعزيز حضورهن في الحياة العامة. كما شددت المشاركات على أن المؤتمر يسعى إلى إبراز مكانة المرأة السريانية (الكلدانية-الآشورية-الآرامية) في تاريخ شعبها، وتثبيت دورها في المجتمع المعاصر، مع التركيز على تمكينها في مختلف المجالات، وحماية الهوية واللغة والثقافة السريانية، إضافة إلى بناء جسور التعاون بين المؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية. 

الأب عيسى ومن جانبه، اعتبر أن المرأة كانت وما زالت ركيزة أساسية في بناء الأسرة، وشريكة حقيقية في نهضة المجتمع. وأكد أن مشاركتها في الحياة الكنسية تعكس التزامها الروحي والإنساني، مشيراً إلى أن الكنيسة تدعم المبادرات التي تمنح النساء مساحة أوسع للتعبير والمشاركة. وقال إن “تمكين المرأة يعني بالضرورة تمكين المجتمع بأسره“ 

اللقاء اختُتم بتجديد التفاهم بين المشاركات والكنيسة على أهمية استمرار التعاون من أجل تحويل أهداف المؤتمر إلى خطوات عملية ملموسة، تسهم في تعزيز حضور المرأة السريانية (الكلدانية-الآشورية-الآرامية) في مختلف الميادين، بما فيها الاجتماعية والثقافية والدينية.

كما كان المجلس قد واصل حضورَه الإقليمي من خلال زياراتٍ إلى العراق وسوريا، حيث التقى ممثلي الأحزاب والمؤسسات المسيحية والكنائس المختلفة، مؤكداً على أهمية توحيد الصفوف ومواجهة التحديات المشتركة. وقد شدّد خلال هذه الزيارات على ضرورة الحفاظ على الوجود المسيحي الأصيل في المنطقة، ودعم حقوق الشعب السرياني (الكلداني-الآشوري-الآرامي)، وربط قضاياه بالمشروع الوطني الجامع الذي يسعى لتحقيق العدالة والاستقرار. 

ويأتي هذا النشاط في وقت تتنامى فيه المبادرات المحلية والإقليمية، لإعادة تعريف دور المرأة في مرحلة إعادة بناء المجتمع، وسط تحديات سياسية وأمنية متزايدة.