سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا تدعو إلى ضرورة إشراك كل السوريين في صياغة نظام الحكم

نيويورك، الولايات المتحدة — أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، خلال إحاطة لمجلس الأمن حول سوريا في 21 آب، على التزام بلادها بوحدة وسيادة الأراضي السورية، معتبرةً أن لكل مواطن سوري الحق في أن يكون له صوت في حكم بلاده. وأوضحت أن دور أمريكا ليس “تحديد شكل الحكومة السورية أو الدستور”، مشددةً على أن هذا الأمر يُعتبر شأناً داخلياً يخص السوريين وحدهم.

يتركز النظام السياسي السوري الحالي في يد الرئيس، أحمد الشرع، الذي لم يصل إلى منصبه عبر الانتخاب. ويسيطر على جميع مفاصل السلطة، حيث يعين ثلث أعضاء البرلمان بشكل مباشر وثلثيه بشكل غير مباشر، ويتمتع بصلاحية تعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا وجميع الوزراء في غياب منصب رئيس الوزراء، كما أن لا أحد يخضع للمساءلة أمام البرلمان.

وأكدت السفيرة في إحاطتها لمجلس الأمن، أنه بعد 13 عاماً من الحرب، لم يطمح الشعب السوري فقط للتخلص من نظام بشار الأسد، بل أيضاً لحقه في تقرير مصيره. وأوضحت أن “استقرار سوريا لن يتحقق إلا بمشاركة جميع السوريين في بناء مستقبل البلاد، وتقاسم السلطة بشكل عادل”، مشددة على “ضرورة خوض الحكومة السورية وجميع الأطراف الأخرى حواراً جاداً حول مستقبلهم المشترك” 

The Syrian people fought for more than 13 years not just to rid themselves of Bashar al-Assad, but also for the right to decide their own fate. The only way Syria will stabilize is if all Syrians have a stake in the country’s future and if they collectively share power. pic.twitter.com/atzyEmBEoB

— Bureau of International Organization Affairs (@State_IO) August 22, 2025

محاسبة الجناة 

أدانت السفيرة أعمال العنف الطائفي التي تعرض لها العلويون في الساحل، والدروز وغيرهم من المدنيين في محافظة السويداء، داعيةً إلى الهدنة ووقف إطلاق النار. كما استشهدت بـ”النتائج المقلقة” التي توصل إليها تقرير لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة حول العنف ضد المدنيين منذ كانون الثاني، وحثت الحكومة السورية على التصرف بحزم، مؤكدة على عدم التسامح والعدالة العاجلة مع أي عضو من الجيش السوري، يسيء استخدام الثقة التي منحت له.

وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، فإن أعمال العنف في آذار 2025، والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحكومة السورية وأفراد بشكل منفرد أو بالتنسيق معها، بالإضافة إلى المقاتلين الموالين للحكومة السابقة، شملت أفعالاً قد تصل إلى جرائم حرب: “في نمط قتل مقلق تم توثيقه في مواقع متعددة، تم تحديد هوية الرجال على أنهم ينتمون إلى الطائفة العلوية أولاً، ثم تم فصلهم عن النساء والأطفال قبل أن يتم اقتيادهم إلى الخارج وإعدامهم رمياً بالرصاص”

ورحبت شيا بإجراءات الحكومة السورية الرامية إلى إجراء تحقيقات شاملة ومحاسبة جميع المسؤولين عن أعمال العنف الأخيرة. ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت الحكومة السورية قد قامت بمحاسبة أي من الجناة.

تتقدم مسيرة العدالة في سوريا بخطىً بطيئة هذه الأيام. ولعل هذا ما دفع سفيرة الأمم المتحدة إلى التحذير من أن “سوريا الموحدة تحتاج إلى نظام قضائي متسق وشفاف وموثوق”، مؤكدة أن “العبء يقع الآن على الحكومة السورية، لاتخاذ خطوات فعالة لاعتقال واحتجاز ومحاسبة الأفراد الذين ارتكبوا جرائم، ويساهمون بنشاط في زعزعة استقرار سوريا”. فهل ستتخذ الحكومة السورية جميع الخطوات اللازمة، على الرغم من إجراءاتها وتعهداتها السابقة؟ 

مكافحة التحالف الدولي للإرهاب 

وفي جلسة سابقة لمجلس الأمن، جددت السفيرة شيا التصميم القوي لبلادها على مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عززت العمليات لمحاربة تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في جميع أنحاء العالم، واستهدفت قياداتهما وبنيتهما التحتية وشبكاتهما المالية.

The United States is deeply concerned about the continued operations and territorial expansions of Da’esh, or ISIL, and al-Qa’ida. We have intensified our counterterrorism operations globally under President Trump, targeting ISIL and al-Qa’ida leadership, infrastructure, and… pic.twitter.com/F1KqEtkvjG

— U.S. Mission to the UN (@USUN) August 20, 2025