‫‫‫‏‫3 ساعات مضت‬

نعيم قاسم يهدد “سيرون بأسنا”، وجعجع: “مرحلة الدولة الصورية انتهت”

بيروت / تل أبيب يبدو أن مفهوم “السيادة” يختلف من شخص لآخر، ومن حزب لغيره، ومن جبهة لأخرى، إذ أن قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح ميليشيا حزب الله الإيرانية في لبنان، والذي أجمع القاصي والداني على أنه خطوة أولى نحو توطيد سيادة الدولة اللبنانية، وإلغاء تبعيتها لأي دولة خارجية وأجنداتها، غير أن مفهوم “السيادة” لدى حزب الله _ وكما هو واضح _ يكمن في التبعية لما يسمى “محور المقاومة”، وتسليم قرار تحديد سياسة الدولة اللبنانية لولاية الفقيه في إيران.

ففي كلمة له خلال حفل تأبيني، أكد الأمين العام للميليشيا، نعيم قاسم، أن بداية حل المشاكل في لبنان تكون باستعادة السيادة الوطنية، ومن دون هذه البداية لا يمكن ذلك”، داعياً الحكومة لعقد جلسات مكثفة لمناقشة ما أسماه “استعادة السيادة”، ودعا النخب لمساعدة الحكومة بوضع خطط لاستعادة السيادة الوطنية _ حسب مفهومه _ عبر إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بـ “مقترحات” حول كيفية استعادة السيادة. تصريح قاسم هذا، يثبت المثل القائل: “جنون عظيم أن تكون وحدك عاقلاً”، إذ أن كافة الأطراف اللبنانية، وحتى تلك الحليفة لحزب الله، كحركة أمل والتيار الوطني الحر، ارتأت أن قرار نزع السلاح هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان وسيادته، فإن كان قاسم يرى أنهم “مجانين”، وهو العاقل الوحيد، فذلك يؤدي لنتيجة ألا وهي أنه “المجنون الوحيد” الذي يريد إقناع لبنان واللبنانيين بجنونه، وجرهم نحو أتون حرب الجميع فيها خاسر.

قاسم، أعاد التأكيد على تشبثه بسلاح “المقاومة”، مدعياً أنه رديف لسلاح الجيش اللبناني، مؤكداً أن المقاومة “لا تمنع العدوان، بل هي رد فعل على العدوان، تواجهه وتعيق أهدافه”، وجاءت تصريحات قاسم هذه في وقت لا تزال فيه إسرائيل منتشرة في عدة مواقع جنوب لبنان.

وأضاف أنإسرائيل قد تحتل وتقتل وتدمر، لكننا سنواجهها كي لا تستقر، وهذا بمقدورنا“، مؤكّداً أن الاحتلال لن يتمكن من البقاء في لبنان، ولا من تحقيق مشروعه التوسعي من خلال لبنان

وعن القرار الحكومي بنزع السلاح، اعتبر قاسم أن القرار الحكومي الأخير غير ميثاقي“، متهماً الحكومة بأنها غير أمينة على سيادة لبنان، مضيفاً أن “السلاح الذي أعزنا، والذي يحمينا من عدونا، لن نتخلى عنه“، مشدداً بالقول: “من يريد نزع سلاحنا، كمن ينزع روحنا منّا، وعندها سيرون بأسنا

تصريحات قاسم وتهديداته اعتُبِرَت زوبعة في فنجان، خاصةً عقب كلمة ألقاها رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، دعا فيها الشباب والشابات للاطمئنان لحاضرهم ومستقبلهم، قائلاً إن ما كان متعذراً في السابق، إذ أن “قطار الدولة الفعلية” قد انطلق، في إشارة لقرار نزع سلاح حزب الله، واستعادة الدولة قرارها الأمني والعسكري وإنهاء الفساد المؤسساتي.

وأوضح جعجع أن الدولة بدأت تبسط سلطتها على المخيمات، في خطوة كانت قوى الممانعة تحول دونها، وستواصل بالتوازي عملها على باقي المسارات، وشدد جعجع بالقول:على الجميع أن يعتاد على أن أي قرار تتخِّذه الحكومة سيُنفّذ، لأن مرحلة الدولة الصورية انتهت وبالتالي، فإن أي سلاح غير شرعي يجب ان يسلّم للجيش، كي تعود الدولة طبيعية وقادرة على ممارسة مسؤولياتها كما يجب، ما يبعث الاطمئنان في نفوس اللبنانيين عموماً، والشابات والشباب خصوصاً”

دعم قرار الحكومة اللبنانية لم يأت من داخل لبنان فحسب، إذ نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو سلسلة منشورات على إكس، قال فيها إن “إسرائيل تدرك أهمية الخطوة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية، بقيادة الرئيس عون، ورئيس الوزراء، سلام”، مضيفاً أن “القرار الأخير الذي اتخذه مجلس الوزراء بالعمل على نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية عام 2025 قرار بالغ الأهمية. فهو يُمثل فرصةً حاسمةً للبنان لاستعادة سيادته واستعادة سلطة مؤسساته الحكومية وجيشه وحكومته – بعيدًا عن تأثير الجهات الفاعلة غير الحكومية

وفي موقف لافت، قال المكتب: “في ضوء هذا التطور المهم، تقف إسرائيل على أهبة الاستعداد لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله والعمل معًا من أجل مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا لكلا البلدين”، مضيفاً:إذا اتخذ الجيش اللبناني الخطوات اللازمة لتنفيذ نزع سلاح حزب الله، فستتخذ إسرائيل تدابير متبادلة، بما في ذلك التخفيض التدريجي لوجود جيش الدفاع الإسرائيلي، بالتنسيق مع الآلية الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة”. واختتم المكتب منشوره بالقول: “الآن هو الوقت المناسب لكل من إسرائيل ولبنان للمضي قدمًا بروح التعاون، مع التركيز على الهدف المشترك المتمثل في نزع سلاح حزب الله، وتعزيز استقرار وازدهار كلا البلدين

‫شاهد أيضًا‬

قسد تتصدى لهجوم في ريف ديرو زعورو وتتهم دمشق بالتصعيد

ديرو زعورو (دير الزور), شمال وشرق سوريا – في أحدث فصول التوتر المستمر بين قوات سوريا الديم…