السويداء بين خيار الاستقلال وضغط الحصار
السويداء – تتصاعد في السويداء، جنوب سوريا، مؤشرات مواجهة جديدة، مع تحذيرات قيادات دينية محلية من عودة المعارك خلال الأيام المقبلة، في ظل الحصار المفروض على المحافظة، ومطالبات علنية بـ “الاستقلال” عن دارمسوق (دمشق)
الشيخ فادي بدرية أكد في مقابلة مع قناة “رووداو” أن أهالي جبل العرب، بقيادة المرجعية الروحية للطائفة، باتوا يطالبون بالانفصال عن “الطغمة الفاسدة” الحاكمة في دارمسوق (دمشق)، مشيراً إلى أنّ لدى المحافظة من “الشخصيات البارزة” ما يكفي لإدارة مرحلة سياسية واقتصادية جديدة. وأضاف أن قرار إقامة إقليم منفصل يحظى بدعم من “دول” لم يحددها، لافتاً إلى مطلب فتح “ممر إنساني بين الكرمل والسويداء”.
وفق بدرية، فإن أحداث تموز الماضي خلّفت أكثر من 2000 قتيل من أبناء الطائفة الدرزية، إضافة إلى آلاف الجرحى. وأوضح أن نحو 70 ألف مقاتل هاجموا مناطق السويداء، قُتل منهم ما يقارب 17,696 شخصاً بحسب الرصد المحلي. ووصف ما جرى بأنه “إبادة ممنهجة”، شملت قتل الأطفال والشيوخ وسبي النساء ونهب وحرق عشرات القرى.
رغم ذلك، شدد بدرية على أن “جبل العرب قادر على حماية نفسه بنفسه”، مؤكداً أن “الحرس الوطني” الذي تشكل مؤخراً يضم مختلف الفصائل تحت قيادة موحدة.
وفي خطوة عملية، أعلنت عشرات الفصائل المحلية في السويداء، من بينها قوات شيخ الكرامة وسرايا الجبل وتجمع أبناء الجبل، اندماجها ضمن “الحرس الوطني”، وهو تشكيل عسكري موحد يضم آلاف المقاتلين.
المجلس العسكري في السويداء رحّب بالمبادرة، معتبراً أنها تعكس “إرادة شعبية في الدفاع عن الأرض والكرامة”، ومؤكداً أن معركة الجبل هي “معركة وجود ومصير”.
أما في موازاة التصعيد الميداني، يواصل الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي لدروز إسرائيل، تحركاته السياسية لنقل صورة ما يجري في السويداء إلى المجتمع الدولي. فقد استقبل وفداً من البرلمان البريطاني، والتقى السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف والسفير الألماني، حيث دعا إلى فتح ممر إنساني بإشراف دولي، وتحرير المختطفين، وتعويض الأهالي، وإطلاق تحقيق دولي في ما وصفه بـ “جرائم الإبادة”.
الأحداث الأخيرة تعكس تحولاً نوعياً في موقف الطائفة الدرزية، التي تجنبت لسنوات الانخراط في الصراع السوري. اليوم، ومع تصاعد الاستهداف واشتداد الحصار، تبدو أصوات الانفصال أكثر علواً، فيما يراقب المجتمع الدولي بحذر.
وبينما يرى قادة السويداء أنهم في “معركة وجود”، تبقى الأسئلة معلّقة: هل يمهّد المشهد لولادة كيان محلي مستقل بدعم خارجي؟ أم أن ضغوط الحكومة السورية وحلفائها ستعيد الجبل إلى دائرة السيطرة؟
ما هو مؤكد أن السويداء، بتاريخها ورمزيتها، باتت اليوم على خط التماس بين البقاء داخل سوريا الممزقة أو شق طريق نحو استقلال محفوف بالمخاطر.
اللجنة العليا للانتخابات في سوريا تعلن توزيع مقاعد مجلس الشعب على المحافظات
دارمسوق (دمشق) – أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا، أمس الثلاثاء، تفاصيل قرارها رقم …