الذكرى العاشرة لتأسيس قوات حماية نساء بيث نهرين.. حماة الأرض والعرض
قبري حيووري (القحطانية)، شمال شرق سوريا ─ في لحظات الألم والدمار التي تصنعها الحروب، تظهر المرأة السريانية (الكلدانية-الآشورية-الآرامية) كنبض للحياة وسط الركام، تحمل في قلبها قوة الحب وفي يديها شجاعة الدفاع، وأضحت روحاً تقاتل لتصون أرضها.
يصادف غداً السبت، 30 آب، ذكرى تأسيس قوات حماية نساء بيث نهرين HSNB، التي تعدّ أول تشكيل عسكري سرياني خاص بالنساء في سوريا، لتثبت دور المرأة في المجال العسكري وقدرتها في الدفاع عن أرضها وشعبها، ولصقل شخصيتها الفكرية والثقافية والمعرفية.
قوات حماية نساء بيث نهرين شُكلت عام 2015، بعد تشكيل المجلس العسكري السرياني بعامين (2013)، وذلك في قرية روتان التابعة لبلدة قبري حيووري (القحطانية) شرق مدينة زالين (القامشلي)، وكانت تضمُّ حينها 60 شابة وامرأة من نساء الشعب السرياني (الكلداني-الآشوري-الآرامي) من مختلف الأعمار ومن مختلف مناطق إقليم غوزترو (الجزيرة)، اللواتي التحقن بهذه القوات، متحديات كل الصعوبات الشخصية والمجتمعية.
شُكلت هذه القوات لتثبت للعالم أجمع، أن المرأة السريانية (الكلدانية-الآشورية-الآرامية) قادرة على حمل السلاح والدفاع عن شعبها وأرضها مثلها مثل الرجل، ولتثبت أيضاً أنها لا تنتظر أحداً للدفاع عنها، ولكسر القيود التي فرضها المجتمع الذكوري، ولتؤكد أن المرأة ليست فقط نصف المجتمع، بل هي المجتمع بأكمله.
لقوات حماية نساء بيث نهرين، دور هام في تدريب النساء المقاتلات في صفوفها، فبين الحين والآخر، تقيم القوات دوراتٍ تدريبية عسكرية لهن، بهدف رفع جاهزيتهن وتمكينهن على استخدام السلاح بالشكل الصحيح، وكيفية التصرف المناسب لمواجهة أي خطر واعتداء، إضافة للدورات التثقيفية والفكرية، بهدف صقل شخصيتهن وإلمامهن بمختلف المجالات والمتغيرات على كافة الصعد.
أما على الجانب العسكري، فقد شاركت هذه القوات في عددٍ من الحملات العسكرية، إلى جانب قوات المجلس العسكري السرياني (التي تُعتبر إحدى القوات المؤسسة لقوات سوريا الديمقراطية) وقوات سوريا الديمقراطية، في مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، كما كان لها دور كبير في حماية الكنائس ودور العبادة في المنطقة، جنباً إلى جنب مع القوات العسكرية الأخرى، إلا أن الدور الأهم الذي برزت فيه، هو محاربةُ أخطر تنظيم إرهابيٍّ عرفته البشرية (تنظيم داعش الإرهابي)، فقد قاتلت، انتصرت، أُصيبت واستشهدت دفاعاً عن أرضها وشعبها.
ها هي الذكرى العاشرة تمر على تأسيس قوات حماية نساء بيث نهرين، حاملة معها سجلاً حافلاً من البطولات والتضحيات الكبيرة على مستوى شمال شرق سوريا، لتؤكد وتثبت للعالم أجمع، أن الدفاع عن الوطن ليس حكراً على الرجال، بل هو عهد حملته المرأة السريانية بكل إباء لترسم ببطولتها درب الحرية.
مرأة منظمة..شعب حر
أصدر مجلس اتحاد نساء بيث نهرين بياناً بحلول الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس قوات حماية نساء …