البطريرك أفرام الثاني يزور طور عبدين ويقيم صلوات في الأديرة التاريخية

ميردي (ماردين) – شهدت منطقة طور عبدين ذات الرمزية التاريخية للسريان الأرثوذكس، يوم الخميس 28 آب/أغسطس 2025، زيارة رعوية لافتة قام بها البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يرافقه عدد من أصحاب النيافة المطارنة، حيث جال على قرى سريانية وأديرة عريقة، وأقام صلوات جمعت مئات المؤمنين.

وبحسب مصدرنا، استهل البطريرك جولته بزيارة دير مار كبرئيل، أحد أقدم الأديرة العاملة في العالم، حيث استقبله الأهالي بزياحات وصلوات وأهازيج تراثية. وحضر الاستقبال رئيس بلدية مديات، الذي أجرى حواراً قصيراً مع البطريرك، أعلن خلاله الأخير عزمه زيارة مدينة مديات يوم الأحد المقبل.

الجولة التي وُصفت من الأهالي بأنها “يوم تاريخي”، شملت أيضاً عدداً من القرى السريانية، حيث أقام البطريرك الصلوات في كنيسة العذراء بقرية أزخ، مباركاً الحشود التي تجمعت للترحيب به. وأعرب قداسته عن سروره بلقاء أبناء الكنيسة في هذه القرى، مؤكداً أن الروابط الروحية بين الكنيسة ومؤمنيها “تظلّ متينة رغم تحديات الزمن والهجرة”.

بعدها، انتقل البطريرك والوفد المرافق إلى قرية ميدن، حيث احتفل بالقداس في كنيسة مار يعقوب، قبل أن يتوجه إلى قرية بسورينو لإقامة الصلاة في كنيسة مار دودو. واختتم اليوم الرعوي في قرية ساري بقداس في كنيسة مار ملكي، حيث عبّر الأهالي عن فرحهم وحفاوتهم بالزيارة.

زيارة أفرام الثاني لطور عبدين تأتي في وقت يشهد فيه الوجود السرياني في المنطقة محاولات متجددة للحفاظ على الهوية الدينية والثقافية في ظل الهجرة المستمرة. وبحسب مراقبين كنسيين، فإن هذه الجولة الرعوية تحمل بعداً رمزياً يذكّر بالصلة التاريخية بين الكنيسة الأم وأبنائها المنتشرين داخل المنطقة وفي الشتات.