السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام يدعو إلى إبرام معاهدة دفاعية بين واشنطن وبيروت في حال نزع سلاح حزب الله

بيروت – دعا السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام (جمهوري – ساوث كارولاينا)، إلى إبرام معاهدة دفاعية رسمية بين الولايات المتحدة ولبنان، في حال جرى نزع سلاح ميليشيا حزب الله الإيرانية في لبنان، معتبراً أن “إزالة الحزب من ساحة المعركة، هو قرار يخص مستقبل لبنان، وليس أي طرف آخر”

وجاءت تصريحات غراهام، خلال زيارة وفد برلماني أمريكي مشترك إلى بيروت يوم الثلاثاء، برفقة السيناتور جين شاهين (ديمقراطية – نيوهامبشر)، والنائب جو ويلسون (جمهوري – ساوث كارولاينا)، وأكد غراهام أن القليل من الدول تحظى بمثل هذا النوع من الالتزامات الدفاعية مع واشنطن، مشيراً إلى أن التنوع الديني في لبنان يجعل البلاد جديرة بالدعم الأمريكي.

وقال: “في وقت تتراجع فيه المسيحية في معظم أنحاء الشرق الأوسط، لا يزال لبنان يحتفظ بتعايش أديانه المختلفة، وهذا أمر يستحق الدفاع عنه ويصب في مصلحة الولايات المتحدة”

الوفد الأمريكي، الذي ضم مبعوثين ودبلوماسيين، عقد سلسلة لقاءات مع الرئيس السرياني الماروني اللبناني، جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث تناولت المباحثات ملفات الإصلاح العسكري والاقتصادي والحكومي الجارية في البلاد.

في مؤتمر صحفي عقده الوفد البرلماني الأمريكي في ختام زيارته إلى بيروت، أعرب المشرّعون عن تفاؤلهم بالتغييرات الأخيرة في لبنان، مؤكدين استعداد واشنطن لتوسيع نطاق المساعدات المالية والعسكرية، شريطة تنفيذ إصلاحات جوهرية، وفي مقدمتها تقليص نفوذ حزب الله.

وقال السيناتور ليندسي غراهام: “نحن هنا لأننا نؤمن أن لبنان يقف عند مفترق طرق. إذا واصلتم مسار الإصلاح ونزع سلاح حزب الله، فستحصلون على دعم أقوى من الولايات المتحدة، إضافة إلى فرص اقتصادية جديدة، وعلاقات مختلفة مع جيرانكم”

من جهته، شبّه النائب جو ويلسون التحولات السياسية التي يشهدها لبنان وسوريا، بانهيار جدار برلين عام 1989، معتبراً أن المرحلة الراهنة تمثل “فرصة لتحقيق الازدهار والأمن للجميع”

اقرأ أيضًا: الجيش اللبناني يدفع ثمن سطوة سلاح حزب الله.. وإسرائيل تتقدم بالاعتذار

أعلنت إسرائيل أنها تتابع التطورات الجارية في لبنان عن كثب. وفي بيان رسمي، أشاد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو بالخطوات الأخيرة التي اتخذتها بيروت، متعهداً بدعم جهودها لنزع سلاح حزب الله، مع إبداء استعداد لاتخاذ إجراءات متبادلة إذا مضت القوات المسلحة اللبنانية قدماً في هذا المسار.

وفي السياق نفسه، شدّد السيناتور الأمريكي، ليندسي غراهام على أن مسؤولية نزع سلاح الحزب تقع بالدرجة الأولى على عاتق القادة اللبنانيين، بعيداً عن أي ضغوط خارجية، قائلاً: “لا تنتظروا إسرائيل. قرار إزالة حزب الله من ساحة المعركة يتعلق بمستقبل لبنان، وليس بأي طرف آخر”

أكدت السيناتور جين شاهين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية، والعضو الأقدم في لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن المشرعين في واشنطن مستعدون للضغط من أجل توفير تمويل إضافي لدعم القوات المسلحة اللبنانية وتعزيز مسار التعافي المالي في البلاد. ووصفت الإصلاحات المرتقبة في القطاعين المصرفي والدفاعي، بأنها “خطوات حاسمة”، مشددة على أن الولايات المتحدة “مستعدة للاستثمار في الطريق الذي اختاره لبنان”

من جانبه، أشار السيناتور ليندسي غراهام، الذي اعتاد زيارة لبنان لسنوات برفقة الراحل جون ماكين، إلى أن احتمال إبرام معاهدة دفاعية بين بيروت وواشنطن، يمثل “أهم تحول في تاريخ لبنان الحديث”. وأضاف: “الأمر يتعلق بتأمين مستقبل أمتكم – عسكرياً واقتصادياً وسياسياً”