‫‫‫‏‫يومين مضت‬

إبراهيم مراد: لبنان بين “هيمنة الميليشيا” وفرصة بناء الدولة

بيروت – في حوار ناري على منصة “السياسة”، ظهر رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي، إبراهيم مراد كصوت مغاير في المشهد اللبناني المأزوم. لم يتردّد في تسمية الأشياء بأسمائها: “الجيش هو المؤسسة الشرعية الوحيدة، وحزب الله يحكم لبنان كمرشد أعلى باسم إيران” 

تصريحات مراد، جاءت في توقيت حساس، بعد أيام من تجديد مجلس الأمن مهمة قوات اليونيفيل في الجنوب حتى (31 كانون الثاني 2026)، حيث حذّر من أن الانسحاب سيكون اختباراً حقيقياً لسيادة الدولة اللبنانية. “أمامنا فرصة تاريخية: إمّا أن يستلم الجيش اللبناني زمام الأمور ويبسط سلطته، أو نذهب إلى فوضى عارمة بقرار الميليشيا”، قال مراد.



في لغة غير مألوفة لدى السياسيين اللبنانيين، وصف مراد الشيخ نعيم قاسم، بأنه “المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية باسم إيران”، منتقداً ما اعتبره “خيانة للدولة والرئاسة والجيش”. بالنسبة إليه، لا يمكن للبنان أن يصبح دولة طبيعية، بينما سلاح الميليشيا يعلو على سلطة القانون. 

وذهب أبعد من ذلك باقتراحه خياراً غير مسبوق: “إذا لم تعجبهم الصيغة اللبنانية، فليجروا استفتاء داخل بيئتهم، يقررون فيه الانفصال وإقامة كيان خاص بهم. هذا حق تقرير مصيرهم. لكن كفى تهديداً للبنانيين وكفى تخويناً لكل من يطالب بدولة طبيعية” 

مراد شدّد على أن المجتمع الدولي ما زال يمنح لبنان فرصة للعودة إلى طريق الدولة الحديثة، لكنه ربط ذلك بوضوح بمدى التزام الداخل بتفكيك سلاح الميليشيات. وأعاد التذكير بالقرارات الدولية، خصوصاً 1559 و1701، قائلاً إن تطبيقها “قد يتم هذه المرّة تحت الفصل السابع”، أي بقوة دولية داعمة للجيش. 

وأضاف: “المحور الإيراني لم يعد قادراً على فرض شروطه كما في الماضي. القرار الدولي متخذ: إمّا أن يصبح لبنان دولة مستقلة، وإمّا أن يُترك لمصير الخراب 

رغم انتقاداته الحادة، كان مراد حريصاً على إظهار ثقته بالمؤسسة العسكرية والأمنية: “جيشنا مجهز، منتمٍ، وفيه شرف وتضحية. نحن خلفه بالكامل. ما يقال عن ضعف الجيش كذبة هدفها تكبيل الدولة” 

ورأى أن على مجلس الوزراء في جلسته المقبلة أن يقرّ خطة الجيش بلا تردد، مؤكداً أن البديل الوحيد هو استمرار “ثقافة الميليشيا” التي قادت _ على حد وصفه _ إلى “قتل، تهجير، ومآسٍ اقتصادية واجتماعية لا تنتهي” 

خطاب مراد قد يراه البعض صادماً، لكنه يجد صداه في أوساط سيادية وشبابية تبحث عن صوت مختلف. فهو يطرح نفسه كزعيم يتجاوز الطوائف، يواجه مباشرة سلاح حزب الله ونفوذ إيران، ويراهن على الجيش والمجتمع الدولي لفرض دولة القانون. 

في النهاية، يختصر مراد موقفه بجملة تتردد كثيراً في خطاباته: “نحن لا نريد الحرب. نحن نريد السلام والعيش بكرامة. لكن لن نقبل بعد اليوم أن تبقى الميليشيا هي الدولة” 

‫شاهد أيضًا‬

مرأة منظمة..شعب حر

أصدر مجلس اتحاد نساء بيث نهرين بياناً بحلول الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس قوات حماية نساء …