‫‫‫‏‫يومين مضت‬

باشينيان يحذر من تسييس مجازر 1915: “لا مكاسب لأرمينيا من الاعتراف الدولي”

يريفان – في موقف لافت أعاد الجدل حول قضية الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق الأرمن والسريان (الآشوريين والكلدان) واليونانيين عام 1915، أكد رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أن بلاده لم تجنِ أي فوائد ملموسة من الاعتراف الدولي المتزايد بهذه المأساة التاريخية.

تصريحات باشينيان جاءت تعليقًا على حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أدلى باعتراف شخصي نادر بوقوع تلك الإبادة، خلال مقابلة على قناة يوتيوب مع الإعلامي الأميركي باتريك بيت-ديفيد.

باشينيان، في ردّه، بدا حذرًا إزاء ما اعتبره محاولات توظيف هذه القضية في حسابات سياسية دولية. وقال: “علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا نريد أن تتحول قضية الإبادة الأرمنية إلى أداة جيوسياسية في يد أطراف أخرى لا صلة لها بمصالحنا الوطنية. هذا ليس ما نريده.”

وأضاف أن أرمينيا، على مدى عقود، لم تحصل على أي مكاسب عملية من اعتراف برلمانات وحكومات حول العالم بالمجازر، موضحًا أن الاعترافات غالبًا ما تُستَخدم كورقة ضغط في العلاقات الثنائية مع تركيا، دون أن تعود بفائدة مباشرة على الشعب الأرميني أو على القضايا الوطنية الأساسية.

منذ سنوات، يسعى الأرمن ومعهم السريان واليونانيون إلى تثبيت الاعتراف العالمي بالإبادة، التي أودت بحياة مئات الآلاف عام 1915. ومع ذلك، يرى باشينيان أن تحويلها إلى ملف سياسي قد يُفرغها من معناها التاريخي والأخلاقي.

وقال في ختام حديثه: “إن الاعتراف الدولي لم يتحقق بعد على المستوى الرسمي الشامل، وهذه القضية تُستَغل في السياسة أكثر مما تُخدم الحقيقة. واجبنا هو الدفاع عن ذاكرتنا التاريخية وحماية الحقيقة، لا السماح باستخدامها كأداة تفاوضية.”

تصريحات نتنياهو، رغم طابعها الشخصي، اعتُبرت غير مسبوقة من زعيم إسرائيلي، في ظل التوازنات الحساسة التي تربط تل أبيب بأنقرة. أما في يريفان، فقد أثارت كلمات باشينيان نقاشًا داخليًا حول جدوى الحملات الدولية المستمرة للاعتراف بالمجازر، في وقت يواجه فيه الأرمن تحديات آنية تتعلق بأمنهم القومي وعلاقتهم المضطربة بجيرانهم.

‫شاهد أيضًا‬

مرأة منظمة..شعب حر

أصدر مجلس اتحاد نساء بيث نهرين بياناً بحلول الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس قوات حماية نساء …