نادين ماينزا.. كنيسة مار الياس تبعث رسائل أمل وسط الركام
دارمسوق (دمشق) – في مدينة أنهكتها الجراح، واعتادت أن تصحو على وجع الفقد، ما زالت أصوات الأجراس تحمل في طياتها رجاءً لا ينطفئ. كنيسة مار الياس للروم الأرثوذوكس، التي شكّلت لسنوات ملاذًا للمصلين وملتقى للروحانية والإيمان، تحولت فجأة إلى شاهد على العنف والدمار، بعد التفجير الإرهابي الذي مزّق جدرانها وأوجع قلوب أبنائه، لم يبقَ من المقاعد إلا شظايا خشب متناثرة، ولا من النوافذ إلا زجاج محطم يعكس صورة الألم السوري المتكرر.
وفي خضم هذا الحزن، جاءت زيارة نادين ماينزا الرئيسة السابقة للمفوضية الأمريكية للحرية الدينية الدولية، لتؤكد أهمية وحدة السوريين وتكاتفهم ضد الهجمات الإرهابية، التي تزعزع الوجود المسيحي في البلاد، قالت ماينزا “في الواقع، فوجئت عندما علمت من الكهنة هنا أن غالبية الأشخاص الذين جاءوا للتنظيف في اليوم التالي للتفجير، كانوا في الواقع من الجيران المسلمين، إلى جانب الجيران المسيحيين، وعندما جمعوا التبرعات للعائلات والكنيسة، كانت الأغلبية (85%) منهم من المجتمع المسلم“
إذ رأت ماينزا أن هذا دليل واضح على رغبة السوريين في العيش بسلام بعيداً عن الانقسامات الطائفية التي زرعت في عهد نظام الأسد، والذي حاول جاهداً _ لعقود طويلة _ زرع الخوف والتقسيم في أرجاء سوريا، كما أكدت ماينزا أن هناك أمل ببناء سوريا الجديدة رغم كل الحروب الأخيرة التي خاضتها المنطقة.
اقرأ أيضاً: نادين ماينزا تجري جولة لسجن صيدنايا سيء الصيت
ذلك وقد دعت ماينزا للصلاة لأجل سوريا ومن تضرر في الهجوم الإرهابي على الكنيسة، كذلك من أجل كل المكونات _ السنة والمسيحيين والعرب والأكراد والعلويين والإيزيديين والدروز _ وغيرهم ممن يريدون العيش معًا في سلام في سوريا الشاملة.
حضور ماينزا بين الركام، جاء بمثابة رسالة تضامن مع العائلات المكلومة، وتذكير بأن الصوت الإنساني، مهما بدا خافتًا، لا يزال قادرًا على مواجهة الخراب بالأمل، وأن الكنيسة ليست مجرد بناء حجري، بل رمزاً لصمود الناس، وشاهداً على إيمان لا تكسره القنابل.
مرأة منظمة..شعب حر
أصدر مجلس اتحاد نساء بيث نهرين بياناً بحلول الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس قوات حماية نساء …