‫‫‫‏‫19 ساعة مضت‬

العلويون في دارمسوق (دمشق) تحت التهجير القسري

السومرية, دارمسوق (دمشق) – في قلب دارمسوق (دمشق)، وعلى تخوم الطريق المؤدي إلى درعا والقنيطرة، تمتد منطقة السومرية التي عُرفت لعقود طويلة بأنها بوابة العاصمة الجنوبية، السومرية ذلك الحي السكني البسيط مرفأً الباحثين عن لقمة العيش، وملاذ الفقراء الذين وجدوا في هذه المنطقة دفء الانتماء رغم قسوة الظروف. 

تؤكد هذه القوى أن الأرض تعود للدولة، مشيرةً إلى ثمانينيات القرن الماضي حين قام نظام الأسد – الذي لا تعترف به الحكومة الحالية – ببناء مساكن في المنطقة لصالح قوات الجيش والشرطة، ثم قسّمها ومنحها للمقاتلين الموالين له.

وفي مطلع الألفية، خلال عهد بشار الأسد، بدأ العديد من ضباط الجيش ورجال الشرطة بشراء هذه العقارات بشكل مباشر. واليوم يتمحور النزاع حول روايتين متناقضتين: الأولى، أن هذه المنازل اشتُريت بشكل قانوني من الحكومة وتبقى ملكية مشروعة لأصحابها – ومعظمهم من الطائفة العلوية؛ والثانية، التي تتبناها الميليشيات السنية، ترى أن هذه المنازل يجب أن تعود إلى “الدولة السورية الجديدة” وأن على السكان إخلاؤها فوراً.

وفي منتصف حزيران/ يونيو 2025، أصدرت الحكومة السورية إنذارات بالإخلاء للأسر المقيمة في منطقة السامرة، مانحةً إياهم مهلة حتى الأول من أغسطس/آب للمغادرة. غير أن هذه الأوامر اختفت بهدوء بعد أن أثارت التغطية الإعلامية ضجةً ورقابة دولية.

أما أول عملية إخلاء بارزة فجاءت مباشرة من القمة: إذ قام الرئيس أحمد الشرع، بعد فترة قصيرة من إحكام سيطرته على دارامسوق (دمشق)، بالتوجه إلى حي المزة، إلى المنزل الذي عاش فيه سابقاً، وأخرج قاطنيه الحاليين بالقوة، مدعياً أن المنزل كان قد مُنح لهم من قبل النظام الأسدي المخلوع.

وقد أبلغت وزارة الدفاع والداخلية مختار السومرية بحسب مونت كارلو بعدم خروج الأهالي من منازلهم، على أن يعالج موضوع العقارات بالمحافظة لاحقاً وحسب الأصول، بينما قال مواطنون مهددون بالترحيل ويقومون بإخلاء منازلهم، إن الأوامر التي صدرت شفهيا للسكان الجالسين أمام بيوتهم المغلقة خيرتهم بين إمكانية البقاء أو الرحيل، وبين حملة الاعتقالات الواسعة التي شملتها المنطقة يبقى الرحيل الحل الأقل ايذاءً بالاستناد للدروس المستفادة من حوادث الساحل والسويداء. 

كما قالت الأمم المتحدة إنها تتابع بقلق التطورات في حي السومرية بدمشق بما في ذلك التقارير عن تهديدات بالإخلاء، والتقارير عن انتهاكات ضد المدنيين الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال. وحثت على ضبط النفس والامتناع عن أي إجراءات متسرعة أو عنيفة. 

وقد وصف المجلس الإسلامي الأعلى للطائفة العلوية أن ما يجري يرقى لتمييز طائفي ممنهج، كما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان لقناة اليوم ، أن الأمن العام استهدف ابناء الطائفة العلوين ومارس حملة اعتقالات واسعة، كما أجبر رجال المنطقة على المغادرة في مدة اقصاها ٧٢ساعة، وتعبتر تلك الأعمال بمثابة تمييز وتهجير للطائفة العلوية من العاصمة دمشق. 

وتابع المرصد، هناك مليون علوي في دارمسوق (دمشق) لا يعيشون في راحة نفسية، بسبب مخاوف من الاعتقال أو التنكيل بهم من قبل مقاتلين الحكومة السورية الجديدة. 

وفي ختام المشهد تجد فقط أهلٌ يبحثون عن مأوى يحمل لهم كرامة العيش وحقّ الانتماء، إن السومرية اليوم شاهدٌ على وطنٍ بأكمله ما زال عالقًا بين ذاكرةٍ موجوعة ومستقبلٍ مجهول. 

‫شاهد أيضًا‬

نينوى تسابق الزمن لإعادة الإعمار ودعم الناجيات وسط تحديات البنية التحتية

سهل نينوى، العراق – في سلسلة من اللقاءات والاجتماعات المكثفة، أكد رئيس صندوق إعادة إعمار ا…