الرقة تحتضن المؤتمر الثالث لشباب سوريا الديموقراطية: نحو التغيير وتحقيق الوحدة
الرقة – انعقد صباح اليوم في محافظة الرقة المؤتمر الثالث لشباب سوريا الديموقراطية بمشاركة واسعة من ممثلي المجتمع المدني، والأحزاب السريانية الآرامية الآشورية، والحزب الأرمني، والإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، إضافة إلى مكونات أخرى كالشركس، إلى جانب عدد من الشخصيات الفكرية والسياسية. وحمل المؤتمر شعار: “بإرادة الشباب نصنع التغيير ونحقق الوحدة… لسوريا ديموقراطية تعددية لا مركزية”، في تأكيد على دور الأجيال الجديدة في رسم ملامح المستقبل السوري.
افتتحت أعمال المؤتمر بكلمة للجنة المنظمة شددت على أهمية إشراك الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، لافتة إلى أن هذه الفئة دفعت أثماناً باهظة منذ اندلاع الحرب في سوريا، وهي اليوم الأكثر قدرة على تجاوز الانقسامات وبناء جسور الثقة بين مختلف المكونات السورية.
كما أكد المؤتمر على ضرورة الاستفادة من تجربة إقليم شمال وشرق سوريا في المشروع الديمقراطي، والعمل على تكوين قوى منظمة ترسم أهدافاً واضحة لحياة شبابية ديموقراطية، إلى جانب بناء تحالف شبابي سياسي وثقافي لمواجهة الكراهية والتعصب، بما يسهم في إرساء مجتمع يحتفي بالتنوع السوري بمختلف مكوناته.
وفي مقابلة خاصة لسيرياك برس مع صبحي ملكي رئيس الشبيبة السريانية في الحسكة، على أهمية الوجود السرياني في هذا المؤتمر، وفي مشاركته في المجلس الشبابي الذي سيكون بعد انتهاء المؤتمر، لإيصال صوت الشعب السرياني (الارامي-الاشوري-الكلداني) وتحقيق أهداف احزابه.
وخلال الجلسات الحوارية، ناقش المشاركون عدداً من القضايا الجوهرية، أبرزها:
الوحدة الوطنية وسبل تعزيزها بعيداً عن الاصطفاف الأيديولوجية أو العرقية، مع التأكيد على مبدأ فصل الدين عن الدولة.
المشاركة السياسية للشباب في صنع القرار وتطوير مؤسسات الحكم المحلي.
العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة كركيزة لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار.
الحقوق والحريات وضمان مناخ ديموقراطي يتيح حرية التعبير والعمل المدني.
كما شدد تقرير المؤتمر على أهمية بناء شبكة اجتماعية شبابية متماسكة، وخلق فرص اقتصادية تفتح آفاقاً أوسع أمام الشباب السوري، وطالب باستمرار عقد اللقاءات الدورية وتوسيع دائرة المشاركة لتشمل شباباً من مختلف المناطق والتيارات، بما يعزز القناعة بأن صوت الشباب هو المحرك الأساسي لمستقبل سوريا
وقد أكد المشاركون أن التغيير يبدأ من وحدة الشباب وإيمانهم بمسؤولياتهم الوطنية، مجددين التمسك بالديموقراطية والوحدة كطريق أساسي لإنهاء الأزمات وبناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة.
خلال المؤتمر الذي عُقد لوضع أسس عمل مجلس الشباب، أُقرّ النظام الداخلي الذي حدد جملة من الأهداف والرؤى المستقبلية، بحيث يتحول المجلس إلى مساحة جامعة للشباب السوري بمختلف قومياتهم وأديانهم وثقافاتهم، على قاعدة المبادئ الديمقراطية.
في هذا السياق، برزت قناعة واضحة لدى المشاركين بأن المجلس ينبغي أن يلعب دورًا محوريًا في ترسيخ مشاركة الشباب في صناعة القرار، وتوعيتهم في مختلف المجالات، بما يعزز حضورهم كقوة اجتماعية وسياسية فاعلة. كما طُرحت فكرة تعميق مفهوم الكونفدرالية الديمقراطية والتعايش المشترك وأخوة الشعوب، باعتبارها حجر الأساس في مواجهة الانقسامات والتوترات التي عانى منها السوريون لعقود.
ورأى المشاركون أن النضال بروح الشباب يجب أن يكون السلاح الأمضى في مواجهة العقلية الإقصائية والرجعية، والسعي إلى بناء مجتمع ديمقراطي يرفض كافة أشكال الاحتلال والإبادات، سواء كانت جسدية أو ثقافية أو فكرية. وتم التأكيد أيضًا على ضرورة التصدي لكل أشكال التعصب القومي والديني، والعمل على بناء مجتمع أخلاقي وسياسي يعزز قيم الحرية والمساواة.
مكانة المرأة الشابة حظيت بحيز خاص في النقاشات، حيث شدّد المؤتمر على دعم دورها وضمان حريتها وخصوصيتها، وإيجاد آليات تنظيمية وسياسية تُعطيها المرجعية اللازمة عبر منسقية المرأة، لتصبح شريكة فعلية في صياغة القرارات. كما أُكد على ضرورة بناء جسور تواصل مع جميع فئات الشباب السوري، داخل البلاد وفي المهجر، بهدف توحيد الطاقات وتعزيز العمل المشترك.
وفي البيان الختامي، جدد المؤتمرون تمسكهم بوحدة سوريا الجغرافية والسياسية، المحايدة قومياً ودينياً، ضمن إطار دستور ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات. وأكدوا على هوية وطنية سورية جامعة، غنية بتنوعها، تقوم على الديمقراطية والعلمانية والعدالة الاجتماعية.
كما شدد البيان على مبدأ الرئاسة المشتركة في مختلف المستويات التنظيمية، باعتباره نموذجًا لترسيخ الحياة الندية الحرة في العمل السياسي. وجاءت الدعوة صريحة لمناهضة الذهنية الشمولية والحداثة الرأسمالية، والتصدي لكل أشكال الاحتلال والإبادة، وبناء مجتمع أخلاقي سياسي يرفض الذكورية والنظام الأبوي.
واختُتم المؤتمر بتجديد الالتزام بتعزيز العلاقات مع الشباب السوري أينما وجدوا، وتفعيل مكتب العلاقات ليكون حلقة وصل وطنية ودولية تعكس إرادة الشباب وتطلعاتهم لمستقبل أكثر ديمقراطية وعدالة.
في خضم التحولات العميقة التي تعصف بسوريا، يثبت مؤتمر مجلس شباب سوريا الديمقراطية الثالث أن الشباب ليسوا مجرد شهود على التاريخ، بل هم صنّاعه. لقد جسّد المؤتمر روح الالتزام، والجرأة في الطرح، والوضوح في الرؤية، ليؤكد أن التغيير الديمقراطي ليس شعاراً عابراً، بل مساراً نضالياً تتقدمه طاقات شبابية مؤمنة بسوريا تعددية، لا مركزية، عادلة، وحرة
النضال الطويل من أجل الاعتراف بإبادة السيفو
يريفان – منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، يخوض أبناء الجاليات السريانية (الآرامية – الآشور…