‫‫‫‏‫6 ساعات مضت‬

منتدى الحسكة يطلق صرخة إنذار، المياه سلاح حرب وسكان يواجهون العطش

الحسكة، إقليم شمال وشرق سوريا بمناسبة الأسبوع المائي العالمي، اجتمع مسؤولون محليون وخبراء وناشطون في مدينة الحسكة، في إقليم شمال وشرق سوريا، لإطلاق ناقوس الخطر بشأن أزمة المياه التي تهدد حياة مئات الآلاف من السكان. المنتدى، الذي نظمه اتحاد بلديات شمال وشرق سوريا تحت شعار “المياه في إقليم شمال وشرق سوريا بين الواقع والتحديات”، سلّط الضوء على أزمة غير مسبوقة تتقاطع فيها آثار التغير المناخي مع سياسات تركية متهمة بقطع شرايين الأنهار. 

شارك في المنتدى ممثلون عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا في مقاطعة كوزرتو (الجزيرة)، إلى جانب ناشطين مدنيين ومهندسين زراعيين وجمعيات بيئية، فضلاً عن الرئاسة المشتركة لمؤسسات المياه في الفرات وكوباني. على مدار جلساته الخمس، ناقش الحاضرون قضايا تمتد من مخاطر الجفاف على الزراعة والثروة الحيوانية وقطاع الطاقة، إلى تداعيات مباشرة على حياة النساء اللواتي يتحملن العبء الأكبر في ظل غياب مياه الشرب. 

بيريفان سلو، الرئيسة المشتركة لدائرة مياه الجزيرة في الإدارة الذاتية الديمقراطية، قالت في تصريح لفضائية “سورويو تي في” إن النساء في الريف هن الأكثر تضرراً من الأزمة: “المعاناة مضاعفة، فالمرأة تجد نفسها مضطرة لتأمين المياه بأي وسيلة، وغالباً في ظروف قاسية تشكّل خطراً عليها وعلى أطفالها.” 

أما زيور شيخو، مدير جمعية الجدائل الخضراء، فقد لفت إلى أن الحسكة اليوم “تعطش في قلب منابعها”، مشيراً إلى أن أكثر من 800 ألف شخص بلا مياه صالحة للشرب، في ما وصفه بـ”رسالة واضحة للمجتمع الدولي عن كارثة إنسانية صامتة”. 

من جهتها، رأت المهندسة الزراعية والناشطة المدنية نالين أسعد أن المشكلة لم تعد محلية فقط: “ندرة المياه باتت أزمة كونية، لكن في منطقتنا تأخذ بُعداً سياسياً يصعب تجاوزه من دون تدخل دولي. المطلوب حلول عملية، وأيضاً مناصرة قوية لانتزاع حق الناس في الماء.” 

المنتدى خلص إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها وضع استراتيجية مائية موحدة لإدارة الموارد في كامل الإقليم، وتوثيق الانتهاكات المرتبطة باستخدام المياه كسلاح حرب تمهيداً لعرضها أمام المنظمات الدولية. كما دعا إلى تعديل السياسات الزراعية نحو الزراعة المعتمدة على الأمطار، وتنفيذ برامج لحماية المجاري المائية من التلوث الصناعي والزراعي، وتعزيز حملات التوعية بين السكان. 

لكن التوصية الأشد إلحاحاً جاءت في شكل نداء عاجل إلى المجتمع الدولي للتدخل ووقف ما وصفه المشاركون بـ”استخدام المياه كسلاح سياسي” يهدد حياة مئات آلاف المدنيين في إقليم شمال وشرق سوريا. 

‫شاهد أيضًا‬

النضال الطويل من أجل الاعتراف بإبادة السيفو

يريفان – منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، يخوض أبناء الجاليات السريانية (الآرامية – الآشور…