‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

الأرمن في إدلب يحتفلون بعودة عيد القديسة آنا مع إعادة افتتاح كنيسة تاريخية بعد 14 عامًا

إدلب، سوريا — دقت أجراس كنيسة القديسة آنا في قرية اليعقوبية ذات الغالبية الارمنية شمال غرب إدلب، للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، معلنة عن إعادة افتتاح هذا الصرح الديني العريق، بالتزامن مع الاحتفال السنوي بعيد القديسة آنا، أحد أهم الأعياد في التقويم الأرمني الأرثوذكسي، بمشاركة حجاج من مختلف أنحاء سوريا وخارجها. 

ترأس الاحتفال المطران ماكار أشكاريان، رئيس الأبرشية الأرمنية الأرثوذكسية في حولب (حلب) ، في لحظة وصفها الكثير من أبناء الشعب المسيحي بأنها نادرة ومليئة بالراحة، كما أنها ترمز إلى استمرار هذا الحدث المهم بعد سنوات من النزوح والقيود والصمت القسري. 

لطالما كانت قرية اليعقوبية وقرية القنايا المجاورة لها موطنًا للسكان الأرمن السوريين والمسيحيين. غير أن عام 2013 شهد تصاعدًا في أعمال العنف، ما أجبر نحو 650 عائلة مسيحية على مغادرة القرية بعد أن فرضت الجماعات المسلحة عليهم قيودًا صارمة، شملت إلزام السكان بالزي الإسلامي، ومنعهم من إظهار هويتهم المسيحية، وإزالة الصلبان، وإسكات أجراس الكنائس، وحظر أي احتفالات دينية. وبنهاية العام، لم يتبقَّ في القرية سوى نحو 240 شخص فقط. 

مع مرور السنوات، تم تخفيف بعض القيود، ما أسهم في عودة نحو 30 عائلة، بجهود من إدارة الشؤون الدينية في إدلب التابعة لهيئة تحرير الشام المنحلة. وفي عام 2021، استؤنفت بعض الخدمات الدينية بشكل حذر، كما قام زعيم الهيئة السابق أبو محمد الجولاني، الذي يشغل الآن منصب رئيس سوريا، بزيارة رمزية إلى قريتي اليعقوبية والقنايا في عام 2022، حيث التقى السكان واستمع إلى مشاكلهم وهمومهم.  

لا تمثل كنيسة القديسة آنا مكانًا للعبادة فحسب لدى الكثير من الأرمن، بل كانت القرية أيضًا مركزًا للأنشطة الصيفية والشبابية للمسيحيين من مختلف أنحاء سوريا، مشكلتا بمعنى ثقافي وروحي عميق.  

تُعد كنيسة القديسة آنا واحدة من أقدم المعالم المسيحية في سوريا، ويشير التراث الكنسي إلى تأسيسها في أوائل القرن الخامس في عهد الملكة هيلانة. تعرّضت الكنيسة لأضرار جراء زلزال حصل عام 1722، ثم أعيد بناؤها في 1814 وجُددت مرة أخرى في 1914، أما آخر ترميم كامل للكنيسة فقد كان في عام 1995 وشمل المذبح والهيكل. الترميم الأخير، الذي اكتمل هذا الصيف، أعاد للمصلين القدرة على التجمع مجددًا في هذا الصرح التاريخي الذي طالما شكّل رمزًا للصمود. 

وفي 10 آب، احتفل المسيحيون بعيد القديسة آنا بإقامة القداسات وترديد الترانيم، وسط حضور حجاج من حولب (حلب) وطرطوس ومحافظات أخرى. وقد تم تنسيق الاحتفال عبر لجان الأخوية من مختلف أنحاء البلاد، ووصف الكثيرون هذه المناسبة بأنها لحظة فارقة. 

ورغم أن عدد السكان لا يزال أقل بكثير مقارنة بما كان عليه قبل الحرب، قدم عيد القديسة آنا هذا العام في قرية اليعقوبية لمحة عما يأمل الكثيرون أن يكون عودة تدريجية لتنوع المشهد الديني في سوريا — هش، مجروح، لكنه ما زال حيًا.

‫شاهد أيضًا‬

النضال الطويل من أجل الاعتراف بإبادة السيفو

يريفان – منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، يخوض أبناء الجاليات السريانية (الآرامية – الآشور…