البطريرك أفرام الثاني يزور مديات ويؤكد على صمود السريان في طورعبدين

مديات، طور عابدين – في إطار زيارته الرسولية إلى أبرشية طورعبدين، قام البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بزيارة مدينة مديات وعدد من القرى السريانية التاريخية، حيث التقى برئيس بلدية مديات، وايسي شاهين، وأقام سلسلة من الصلوات والقداديس، مؤكداً على التمسك بالجذور التاريخية للسريان في المنطقة رغم عقود من التحديات والهجرة. 

في مستهل جولته، زار البطريرك أفرام مقر بلدية مديات، حيث كان في استقباله رئيس البلدية وعدد من المطارنة القادمين من تركيا وسوريا والسويد. شاهين أشاد بالدور التاريخي للسريان في صياغة هوية المدينة القائمة على التنوع العرقي والديني، مشيراً إلى مساهماتهم في تعزيز قيم التعايش والتسامح. 

البطريرك أفرام من جانبه أعرب عن اعتزازه بمكانة مديات الخاصة في قلوب السريان المنتشرين حول العالم، مؤكداً أن الهجرة لم تنجح في قطع صلة أبناء الكنيسة بأرضهم الأم. كما ذكّر بعراقة الأديرة والكنائس السريانية في طورعبدين، وفي مقدمتها دير مار كبرئيل الذي يعد مركزاً للحج الروحي لجميع السريان في العالم. 

الزيارة شملت قرى عين ورد ومزيزح، حيث أقام قداسته الصلوات في كنائس مار حادبشابو ومارت شموني ومار يوحنا دكفونه. وفي مواعظه، شدد البطريرك على ضرورة تمسك السريان بأرضهم التاريخية، وبارك العائلات التي ما تزال تبني حياتها في قراها رغم الصعوبات. 

المحطة الأبرز كانت مساء الأحد، حين ترأس البطريرك أفرام القداس الإلهي في دير مار أبروهوم ومار هوبيل، بمشاركة مطارنة من تركيا وسوريا والهند. خلال القداس، تحدث المطران صموئيل أقطاش عن تاريخ الصعوبات التي مر بها السريان في المنطقة، مشيداً بقدرتهم على لعب دور محوري رغم النزاعات والهجرة.

أما في عظته، فقد ركز البطريرك أفرام على مفهوم الخدمة المسيحية باعتبارها تضحية وبذلاً للذات، مؤكداً أن التعاون بين المؤمنين والقادة الروحيين شرط أساسي لاستمرار هذه الخدمة وإثمارها في المستقبل. 

بهذه الزيارة، أعاد البطريرك تسليط الضوء على طورعبدين كقلب نابض للتراث السرياني، ورمز لصمود جماعة ما تزال تقاتل للحفاظ على هويتها ووجودها في أرض الآباء والأجداد.