مار بندتكتوس يونان حنو.. ترميم كنيسة الطاهرة الكبرى يجب أن يترافق مع ترميم مسيحيي الموصل
الموصل، العراق ─ أجرى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، زيارةً لمدينة الموصل في سهل نينوى، للاطلاع على واقع المدينة بعد إعادة إعمار عدد من مواقعها الدينية الأثرية التي دمرها إرهابيو داعش، والتي تُعتبر رمزاً لتعايش الأديان والمكونات فيما بينها.
السوداني وفي إحدى محطاته، حضر مراسم افتتاح كنيسة الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك، على رأس وفد حكومي رسمي، وبحضور شخصيات سياسية ودينية وجموع غفيرة من أهالي الموصل، وبرعاية مطران أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك، مار بندكتوس يونان حنو.
وبعد أداء جوقة الكنيسة لمجموعة من التراتيل باللغة السريانية، كانت الكلمة للأب الكاهن رائد عادل، الذي رحب بالسوداني والوفد المرافق والحضور، وتوجه بالشكر لكل من ساهم أو سهّل عملية ترميم الكنيسة، التي كانت قائمة منذ عام 1862، وشهدت حروباً ومآسي، ولعبت دوراً بارزاً كمستشفىً خلال الحرب العالمية الأولى. كما روى الأب عادل قصصاً عن الكنيسة والمدينة ودورها في زيادة الألفة والتعايش بين الأديان.
المطران مار بندكتوس يونان حنو وفي كلمته، وبعد الترحيب بالحضور، قال إن لا فرق في شكل الكنيسة اليوم، مقارنةً بما كانت عليه عام 1862، غير أن الفرق الحقيقي هو أنه وفي ذلك العام كانت الكنيسة ممتلئة بالمؤمنين، أما اليوم، فقد بدأت أعداد هذا الشعب الأصيل بالتناقص، مضيفاً أن 80% من الشعب الكلداني-السرياني-الآشوري يعاني الآن من الهجرة وعدم إنصاف حقوقه والانتهاكات بمختلف أنواعها، ناهيك عن الأعداد الضخمة التي هاجرت موطنها بألم وحزن، وهي تتوق للعودة لأرضها ومنازلها. وتوجه نيافته بالشكر للمسؤولين العراقيين والأطراف الدولية والمحلية التي ساهمت بإعادة إعمار الكنيسة. وطالب نيافته السوداني بما وصفه “ترميم الشعب المسيحي كما رُمِّمَت الكنيسة”، أي الاهتمام بشؤونه ومتطلباته وتوفير فرص عمل لأبنائه وتمثيله تمثيلاً حقيقياً في الدولة، ليتسنى له العيش في أرضه بسلام وعدل.
السوداني وفي كلمته، قال إن كنيستَي الطاهرة الكبرى والساعة نهضتا من بين الركام، لتمثلا البيت الذي تجتمع فيه قلوب الناس بلا تفرقة، وأن الكنيستين تعدّان من أبرز معالم الوجود المسيحي العراقي الأصيل في نينوى، المتّصل بباقي الأطياف والمكوّنات في المحافظة، مبيناً أن تواجده اليوم يحمل رسالة تعكس اهتمام الدولة بالمكوّن المسيحي في العراق، وأضاف أن الحملة الإرهابية عام 2014 كانت ممنهجة على الكنائس والمساجد، وهي تؤكد النوايا التخريبية التي حملها “شُذّاذ الآفاق“. ونوه السوداني بالقول، إن الإرهاب تصوّر أن تدمير الكنائس وبيوت الله سيمحي تاريخ التعايش، لكن النتيجة كانت معاكسة تماماً، و”نقول بثقة: إن الإرهاب لم ولن يستطيع اقتلاع جذور التنوّع في العراق، وقد فشل في أطروحته المنحرفة“
وشملت جولة السوداني افتتاح كنيسة الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك، وكنيسة الساعة للآباء الدومينيكان والجامع النوري الكبير والمئذنة الحدباء، بعد إعادة اعمارها، وتفقد مشروع المركز الثقافي المسيحي التابع لكنيسة الطاهرة الكبرى، وغرس شتلة في الباحة الخلفية لكنيسة الطاهرة الكبرى تكريماً لأرواح ضحايا الإرهاب، هذا وبالإضافة لزيارة مؤسسة بيتنا الثقافية، ولقاء مجموعة من وجهاء محافظة نينوى والأسر الموصلية.
اقرأ أيضاً: جرس كنيسة مار توما في مدينة الموصل يُدقّ مجدداً
إعادة إعمار الكنيستين اعتبره العديد دافعاً وتشجيعاً كبيراً للمسيحيين، وخصوصاً الشعب الكلداني-السرياني-الآشوري _ والذين لم يتبقَّ منهم سوى بضع عائلات في الموصل _ للعودة، وبارقة أمل لهم بمستقبل مشرق ومزدهر ومرمم، في أرضِهم بيث نهرين بعد تحريرها من رجس إرهاب د1عش.
بعملية مشتركة بين “قسد” والتحالف، القبض على عنصر بارز من “د1عش” في الرقة
الرقة – في عملية أمنية معقدة نفذتها قوات سوريا الديمقراطية بدعم مباشر من التحالف الدولي، أ…