تصريحات قرداحي تسهم بازدياد الصراع والانقسام في لبنان
أشعلت تصريحاتُ وزيرِ الإعلامِ اللبناني "جورج قرداحي" فتيلَ الاقتتالِ والصراعِ بينَ الأطرافِ الخارجيةِ التي تسعى لبسطِ سيطرتِها على لبنان، وذلك وسطَ دعواتٍ للحفاظِ على حيادِ لبنانَ وسيادتِه، من جانبِ عدةِ شخصياتٍ وأحزابٍ سياسيةٍ لبنانية.
ساهمت تصريحاتُ وزيرِ الإعلامِ اللبناني “جورج قرداحي”، بإشعالِ أزمةٍ غيرِ مسبوقةٍ بينَ لبنانَ ودولِ الخليج، وخاصةً السعودية التي تترأس التحالفَ العربيَ في حربِه ضدَّ ميليشياتِ “الحوثيين” الإيرانيةِ في اليمن، كما ساهمت تصريحاتُه بنشوءِ ثلاثةِ أطرافٍ يحاولُ كلٌّ منها تطبيقَ سياساتِه على لبنانَ وشعبِه.
فإيران وميليشياتُها المتمثلةُ بجماعةِ “حزب الله”، يسعونَ للهيمنةِ على لبنان وقراراتِه، وكان ذلك واضحاً من خلالِ تصريحاتِهم بأنّ “قرداحي” لن يستقيلَ من الحكومة، مهددين بسحبِ وزراءِ “حزب الله” الأربعةِ من الحكومة، في حالِ استقالَ “قرداحي”
أما الطرفُ الثاني فهو السعودية، التي ترغبُ بإعادةِ لبنانَ تحت مظلتِها، تماماً كما كانَ الوضعُ في عهدِ رئيسِ الوزراءِ اللبناني الأسبق “رفيق الحريري”، حيث قال وزيرُ الخارجيةِ السعودي “فيصل بن فرحان”، بأنّه ليس هناك أزمةٌ بين “الرياض” و”بيروت”، لكن لا جدوى في التعاملِ مع لبنان في ظلِّ استمرارِ هيمنةِ وكلاءِ إيران عليه وعلى نظامِه السياسي، في إشارةٍ لـ “حزب الله”، وأضافَ “بن فرحان” أنّ المهمَ الآنهو أن يستفيق القادةُ اللبنانيون وأن يبحثوا عن مخرجٍ يرجع لبنان إلى مكانته في العالمِ العربي.
أما الطرفُ الثالثُ فهم الشخصياتُ والأحزابُ والتكتلاتُ التي اتخذت موقفاً وسطياً، ودعت لحيادِ لبنانَ والحفاظِ على سيادتِه، دون ارتهانٍ لأي جهةٍ خارجية، حيث وجّه البطريركُ السريانيُ الماروني “مار بشارة بطرس الراعي”، دعوةً للرئيسِ اللبناني “ميشيل عون” ورئيسِ الحكومةِ “نجيب ميقاتي”، إلى اتخاذِ خطواتٍ حاسمةٍ لنزعِ فتيلِ الأزمةِ مع دولِ الخليج، وذلك دفاعاً عن لبنانَ وشعبِه.
واعتبر “الراعي” أنّ أهمَّ إنجازٍ للقوى السياسيةِ هو عدمُ انجرارِها في لعبةِ الدول، ولا سيما في هذه المرحلةِ الإقليميةِ الدقيقة، مشدداً على وجوبِ إيلاءِ المصلحةِ الوطنيةِ الاعتبارَ الأول، ومؤكداً على وجوبِ الالتفاتِ لهمومِ الناسِ في ظلِّ الأوضاعِ الصعبة.
ومن جهةٍ أخرى، قال “ميقاتي” إنّه ناشدَ “قرداحي” بأن يُغَلِّبَ حسَّهُ الوطني على أيِ أمرٍ آخر، غيرَ أنّ مناشدتَه لم تُتَرجم على أرضِ الواقع، وأضاف بأنّ لبنانَ والحكومةَ أمامَ منزلقٍ كبير، وإن لم يتم تداركُه ستقعُ في مأزقٍ لا تُحمَدُ عُقباه.
لبنان بين الدفاع عن ايران أو صف الحياد
بيروت – في ظل الحرب القائمة بين إيران واسرائيل وتخوف العالم من نتائجها، أصدر الامين …