‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

تركيا تعزز وجودها العسكري بأقليم كردستان العراق عبر 136 منشأة دفاعية

اربائيلو (أربيل)، إقليم كردستان العراق — عززت تركيا وجودها العسكري بشكل كبير في إقليم كردستان العراق، حيث ازدادت عدد قواعدها الدائمة من 15 في 2018 إلى 136 قاعدة على الأقل بحلول أوائل 2024، وفقاً لتحقيق أجراه “ذا ناشيونال كونتكست”. وهذا يمثل زيادة بنسبة 89%، مما أدى عملياً إلى إنشاء منطقة عازلة عسكرية على طول الحدود التركية-العراقية تمتد حتى 40 كيلومتراً في بعض المناطق.

تكشف صور الأقمار الصناعية التي حللها الخبراء، إلى جانب التقارير الميدانية، أن تركيا شيدت حوالي 660 كيلومتراً من الطرق العسكرية التي تربط بين هذه النقاط العسكرية. وقد مكن هذا التوسع أنقرة من السيطرة على أكثر من 2000 كيلومتر مربع من الأراضي في شمال العراق. ومع ذلك، قدّم مستشار الأمن القومي العراقي تقييماً مختلفاً في مقابلة مارس/آذار 2025، حيث قدّر عدد القواعد التركية بأكثر من 100 بقليل، مما يعكس اختلافاً محتملاً في تعريفات “القاعدة” مقابل “النقطة العسكرية”.

تحول في الاستراتيجية

يعود الوجود التركي في شمال العراق إلى عام 1992، عندما فرض التحالف بقيادة الولايات المتحدة “منطقة حظر طيران”، ممهداً الطريق لتشكيل إقليم كردستان العراق. تاريخياً، كانت التوغلات العسكرية التركية في العراق مؤقتة، حيث كانت القوات تنسحب قبل الشتاء بسبب التحديات اللوجستية. ومع ذلك، ساهمت التطورات في صناعة الدفاع التركية خاصة في مجال الطائرات المسيرة والمراقبة والحرب الإلكترونية في تمكين وجود عسكري دائم.

وأدى انهيار عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني في منتصف العقد الماضي إلى تسريع هذا التحول. مع تبني الحزب تكتيكات حرب المدن، طبقت تركيا استراتيجية معتمدة على الطائرات المسيرة، مستهدفة عناصر الحزب رفيعي المستوى خارج حدودها. في الوقت نفسه، أنشأت أنقرة حزاماً عسكرياً دائماً داخل إقليم كردستان العراق، مما قلل من نشاط الحزب داخل تركيا مع الحفاظ على ضغط مستمر عليه على مدار العام.

التداعيات الإقليمية

في 2024، وقعت تركيا والعراق مذكرة تفاهم للتعاون ضد حزب العمال الكردستاني، رافعة القيود عن العمليات العسكرية التركية داخل العراق. إلا أن الحسابات الاستراتيجية لأنقرة تعقدت بسبب ظهور قوات موالية للحزب في شمال شرق سوريا، حيث أضاف الدعم الأمريكي طبقات من التعقيد لأهداف تركيا.

بينما يبقى الصراع مع الحزب جوهرياً سياسياً، تبدو استراتيجية تركيا مركزة على إضعافه عسكرياً للتفاوض من موقع قوة. نظراً للتضاريس الوعرة التي تربط إقليم كردستان العراق بجبال تركيا والديناميكيات الإقليمية المتطورة، يبدو انسحاباً تركياً من شمال العراق غير مرجح في المستقبل المنظور، حتى في حال حل حزب العمال الكردستاني.

‫شاهد أيضًا‬

قيادي في حزب العمال الكردستاني: على الدولة التركية اتخاذ خطوات قانونية جديدة

قال “مراد قره يلان” القيادي في حزب العمال الكردستاني، إن على الدولة التركية أن…