‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

نزوح جماعي للطلاب الدروز من الجامعات السورية وسط تصاعد للعنف الطائفي 

السويداء، سوريا — عاد المئات من طلاب طائفة الموحدين الدروز، الذين يدرسون في عدد من الجامعات السورية، من بينها دارمسوق (دمشق) وحولب (حلب)، إلى بلداتهم في محافظة السويداء خلال الأسبوع الماضي، هربًا مما وصفوه بتصاعد حاد في أعمال العنف الطائفي وتجاهل رسمي مقلق. 

ووصل أكثر من 300 طالب إلى السويداء يوم الأربعاء، في ما اعتبرته فعاليات محلية أكبر عملية إجلاء منسقة لطلاب جامعيين منذ سنوات. وكان معظمهم مسجلاً في جامعة حولب (حلب)، وهي واحدة من عدة جامعات أبلغ فيها طلاب دروز عن تعرّضهم لتهديدات واعتداءات ممنهجة منذ أواخر نيسان/أبريل. 

وقال أحد الطلاب العائدين لوكالة أنباء هاوار :
نحن نأسف لأننا اضطررنا إلى مغادرة مقاعد الدراسة بسبب العنف الطائفي. كنا ننتظر موقفًا حازمًا من الحكومة، لكن الصمت كان سيد الموقف.” 

ويأتي هذا النزوح في ظل تنامي القلق من تصاعد التوترات الطائفية في المدن السورية الكبرى، لاسيما في الأوساط الجامعية. ووفقًا لشهادات طلاب وقادة مجتمعيين، فقد بدأت الأحداث الأخيرة باعتداء في جامعة حموث (حمص)، ثم امتدت إلى جامعات دارمسوق (دمشق) وحولب (حلب). وقد أُفيد بأن طالبًا من السويداء تعرّض للطعن في حولب (حلب) في اعتداء وصفه شهود بأنه ذو دوافع طائفية. 

وتُقدّر مصادر طلابية ومجتمعية أن آلاف الطلاب الدروز غادروا خلال الأيام العشرة الماضية جامعات في دارمسوق (دمشقحموث (حمص حمتو (حماة)، واللاذقية، بسبب الخوف من اعتداءات إضافية ولغياب الحماية من قبل الجهات المعنية. وفي دارمسوق (دمشقلجأ العديد منهم إلى ضاحية جرمانا ذات الأغلبية الدرزية. 



وفي المقابل، اكتفى محافظ السويداء التابع للحكومة السورية الانتقالية، مصطفى بكور، بنداءات مقتضبة عبر قناة الإخبارية السورية المؤيدة للحكومة الانتقالية، بينما لزمت وزارتا التربية والداخلية، التابعتان للحكومة الانتقالية، الصمت الكامل. وقد أثار هذا الغياب الرسمي موجة انتقادات من نشطاء طلابيين ومراقبين حقوقيين، الذين اتهموا السلطات بالتقاعس عن حماية الطلاب المنتمين للأقليات. 

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع رسالة مفتوحة منسوبة إلى طلاب السويداء، موجهة إلى إدارات الجامعات والمسؤولين الحكوميين، جاء فيها:
هل من المعقول أن يتحول الذهاب إلى الجامعة إلى قرار قد يكلّف الإنسان حياته؟ هل هذا هو مصير الطالب الجامعي في وطنه؟ 

كما حذرت الرسالة من “نمط خطير من التمييز الطائفي”، ودعت إلى توفير ضمانات فورية للسلامة والمساواة داخل الحرم الجامعي. 

تقع محافظة السويداء جنوب البلاد، وتضم أكبر تجمع سكاني لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، وقد بقيت في السنوات الأخيرة خارج السيطرة الكاملة للسلطات المركزية، وشهدت احتجاجات دورية ومظاهر رفض سياسي متزايد تجاه الحكومة في دارمسوق (دمشق). 

وعلى الرغم من تداول شائعات تفيد بتعرض طلاب من أقليات أخرى مثل العلويين والمسيحيين لمضايقات مماثلة، لم تُسجل أي تقارير موثوقة تؤكد حدوث عمليات إجلاء مشابهة لتلك التي تعرض لها الطلاب الدروز. وقد أصدر اتحاد طلاب سوريا بيانًا عامًا أدان فيه العنف الطائفي، لكنه أشار إلى أن الإجلاء شمل فقط طلاب الطائفة الدرزية. 

ولا تزال تبعات هذا النزوح غير واضحة حتى الآن، إلا أن العديد من الطلاب الذين عادوا إلى السويداء ينظرون إليه كإجبار على قطع مسيرتهم التعليمية، ويعبّرون عن خيبة أمل عميقة في مستقبل وطن لا يضمن لهم حق التعليم في أمان. 

وقال أحدهم:
ما زلنا غير مصدقين لما جرى. كل ما كنا نريده هو أن نتابع دراستنا، لكن حتى هذا الحلم أصبح محفوفًا بالخطر.” 

‫شاهد أيضًا‬

أميركا تعتزم تعيين سفيرها لدى تركيا مبعوثاً خاصاً إلى سوريا

واشنطن- في خطوة تعكس تحولاً لافتًا في سياسة واشنطن تجاه الملف السوري، كشف مصدر دبلوماسي أم…