نقش آرامي نادر يعود لـ 1900 عام يُكتشف في كهف قرب البحر الميت
الأراضي المقدسة – “أبا من نابوريا قد مات“، بهذه العبارة المفتاحية يبدأ نقش آرامي نادر مؤلف من 4 سطور، مكتوب بالخط العبري المربع، عُثر عليه حديثًا في أحد الكهوف قرب منتزه “عين جدي“ الوطني على مقربة من البحر الميت. يقول باحثون من جامعة أريئل، وجامعة تل أبيب، وجامعة أورشليم (القدس) العبرية، إن “أبا” كان اسمًا شائعًا لدى اليهود آنذاك، بينما تشير “نابوريا” إلى قرية يهودية في منطقة الجليل قرب صفد في شمال إسرائيل.
الأسطر الثلاثة المتبقية من النقش، لم تُفك شفرتها بالكامل بعد. ووفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، تم التعرف فقط على كلمات متفرقة أو حروف فردية من تلك الأسطر، وينظر الخبراء بتشكك إلى إمكانية فك شفرة النص كاملاً. فيما وصف الدكتور عساف غاير، من قسم دراسات أرض إسرائيل والآثار في جامعة أريئل، الاكتشاف بأنه نادر جداً.
قال الدكتور غاير: “الكتابات من هذه الفترة نادرة للغاية بشكل عام، باستثناء مخطوطات البحر الميت، فمعظم النقوش تتكون من اسم أو كلمة واحدة فقط. لا يوجد سوى موقع آخر في صحراء يهودا يحتوي على كتابات جدارية مفهومة. العثور على نقش مؤلف من 4 سطور بمحتوى ذا معنى، هو أمر غير مسبوق.”

استنادًا إلى نوع الخط، يُقدّر أن النقش يعود لفترة ما بين القرنين الأول والثالث الميلاديين. ويرجح العلماء أن من نقشوه كانوا يهودًا لاجئين أو ثائرين من ثورة “بار كوخبا“ ضد الإمبراطورية الرومانية في القرن الثاني، ربما لجأوا إلى هذا الكهف للاختباء.
الخط العبري المربع الذي كُتب به النص، بدأ يحل محل الخط العبري القديم، بعد نفي شعب يهوذا القسري إلى بلاد بابل في القرن السادس قبل الميلاد. وبحلول القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، بدأ اليهود في استبدال الخط القديم بالخط المربع الآرامي، حيث أصبحت الآرامية اللغة الشائعة في المنطقة كتابةً وتحدثًا. ويشير الدكتور غاير، إلى أن “نفس الخط المربع لا يزال مستخدمًا في الكتابة العبرية حتى اليوم“
يستحضر هذا الاكتشاف ذكريات مخطوطات البحر الميت الشهيرة، التي تُعد من أقدم المخطوطات التوراتية المعروفة بالعبرية، وكتبت بعض الأجزاء منها بالآرامية. تم العثور عليها في “قمران“ بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وتظل واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ.
في أواخر الخمسينيات، لعب المطران “أثناسيوس يشوع صموئيل“، مطران أورشليم (القدس) للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، دورًا بارزًا في إظهار هذه المخطوطات للعالم، بعد أن اشترى العديد من مخطوطات قمران من قبيلة بدوية، وسافر في كانون الثاني عام 1949 إلى الولايات المتحدة، ليعرضها للعالم في خضم الأحداث التي أعقبت إقامة دولة إسرائيل

مدرسة أورهوي (الرُها): حين أنارت السريانية وجه الشرق
أورهوي (الرها)، بيث نهرين ─ في زمنٍ كان فيه الظلام يخيّم على العقول، وكانت الإمبراطوريات ت…